في تنافس واضح مع الدور الروسي، أعلنت فرنسا عن استضافة مؤتمر دولي حول سوريا من دون مشاركة روسيا للبحث في الحلول المطروحة لتسوية الازمة السورية، بينما مضت موسكو في انتهاج الديبلوماسية الناشطة بالتوازي مع دورها العسكري، إذ تحدث الرئيس فلاديمير بوتين هاتفيا للمرة الثانية في خمسة ايام مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز الذي تساند بلاده المعارضين لحكومة دمشق، واتصل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بنظيره الاميركي جون كيري للمرة الثالثة في ثلاثة ايام.
ووقت كانت المانيا تقول انها لا يمكنها تخيل دور للاسد في مستقبل سوريا، كان الرئيس السوري يستقبل وزير الشؤون الخارجية العماني يوسف بن علوي بن عبدالله الذي يعتبر ارفع مسؤول عربي يزور دمشق منذ اربعة اعوام. وفرضت التطورات الميدانية نفسها مع اقدام تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش) على تفجير اعمدة في المدينة الاثرية في تدمر بريف حمص الشرقي.
الاتصالات الروسية
وافاد المكتب الصحافي للكرملين أن "الزعيمين الروسي والسعودي تبادلا خلال المكالمة الهاتفية، الآراء حول مجموعة من المسائل المتعلقة بتسوية الأزمة السورية، بما في ذلك اخذهما في الاعتبار مخرجات اللقاء في شأن سوريا الذي جمع وزراء خارجية روسيا والسعودية والولايات المتحدة وتركيا في فيينا الجمعة 23 تشرين الأول، بالإضافة إلى ما تلا الاجتماع من لقاءات أخرى جرت بصيغ مختلفة. كما ناقش الجانبان تسوية النزاع في الشرق الأوسط، وأعربا عن قلقهما إزاء استمرار تصعيد الوضع في فلسطين وإسرائيل".
وأضاف "أن العاهل السعودي قيم عاليا الدور النشيط الذي تلعبه روسيا في دفع العملية السلمية هناك".
الى ذلك، قالت وزارة الخارجية الروسية إن الوزير لافروف بحث في العملية السياسية السورية مع نظيره الأميركي في اتصال هاتفي. وأوضحت أن الاتصال - وهو الثالث في ثلاثة أيام بين الرجلين- تركز على ما يمكن عمله لإشراك القوى الإقليمية الأخرى في العملية السياسية.
وأوردت وكالة "إنترفاكس" الروسية المستقلة إن المبعوث الشخصي للرئيس الروسي الى الشرق الاوسط نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف أجاب عن سؤال عما اذا كان "الجيش السوري الحر" زار موسكو الأسبوع الماضي: "نعم كانوا هنا ... وكانوا هنا أيضا هذا الأسبوع"... إنهم هنا طوال الوقت وهم أناس مختلفون البعض يغادر والبعض يأتي لكنهم يقولون جميعا إنهم ممثلو الجيش السوري الحر".
اجتماع باريس
وفي باريس، صرح الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية رومان نادال بان فرنسا تحضر لاجتماع حول سوريا اليوم في العاصمة الفرنسية يشمل "ابرز الاطراف الاقليميين".
وقال في بيان نشر بالبريد الالكتروني: "نعمل على تنظيم اجتماع جديد يشمل ابرز الاطراف الاقليميين هذا الثلثاء في باريس".
وكان وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس اعلن الجمعة انه يريد عقد لقاء يضم نظراءه الغربيين والعرب للبحث في الازمة السورية. وقال في يوم انعقاد اجتماع في فيينا لوزراء خارجية روسيا وتركيا والولايات المتحدة والسعودية في غياب فرنسا: "لقد وجهت دعوة الى اصدقائنا الالماني والبريطاني والسعودي والاميركي وآخرين لعقد اجتماع الاسبوع المقبل في باريس في محاولة لدفع الامور الى الامام".
وسئل عن وجود لافروف في اجتماع باريس، فاجاب: "كلا، لا اعتقد ذلك". واضاف: "ستكون هناك اجتماعات اخرى نعمل فيها مع الروس". وكشفت اوساطه في حينه ان الوزيرين التركي والسعودي سيأتيان الى باريس لكن ايران لم تُدع.
واشنطن
وبينما تعارض الرياض اشراك طهران في المحادثات الجارية لحل الازمة السورية، قال الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية جون كيربي، إن جولة جديدة من المحادثات الديبلوماسية قد تجرى عقب نهاية هذا الأسبوع، مقرا بأنه سيتعيّن في نهاية المطاف إشراك إيران في المحادثات في شأن انتقال سياسي في سوريا. وقال: "في مرحلة ما... نعلم أنه سيتعين إجراء مناقشات مع إيران مع قرب انتهاء انتقال سياسي هناك". ورأى إن دور إيران في الصراع السوري ومن ذلك مساندتها للأسد و"حزب الله" اللبناني غير مفيد.
ألمانيا
وفي برلين، صرح الناطق باسم وزارة الخارجية الألمانية مارتن شيفر أمس، بأن الحكومة الألمانية لا تتخيّل أي سيناريو يلعب فيه الأسد دورا في حكومة انتقالية بسلطات تنفيذية كاملة.
وقال: "على حد علمي هناك لاعبون كثيرون وقوى كثيرة في المنطقة بما في ذلك تركيا والسعودية ودول خليجية أخرى لا يتخيلون هذا الأمر. ونحن لا يمكننا أيضا ان نتخيّل أن يكون الأسد جزءا من حكومة انتقالية بسلطات كاملة". وأضاف إن الأسد مسؤول عن "جرائم وسلوكيات وحشية في الحرب"، مقراً بأنه "لا نعرف من سيخلف الأسد".
"داعش" يتفنن في الاعدام
وعلى الارض، أفاد "المرصد السوري لحقوق الانسان" الذي يتخذ لندن مقراً له ان جهاديي "داعش" أقدموا على اعدام ثلاثة اشخاص في المدينة الاثرية بتدمر في وسط سوريا من طريق تقييدهم بثلاثة اعمدة وتفجيرها بهم.
وقال ان التنظيم المتطرف "أقدم على تفجير أعمدة في المدينة الأثرية بتدمر"، وان "عناصر التنظيم عمدوا إلى ربط ثلاثة أشخاص، كانوا معتقلين لديه، وقيدوهم إلى الأعمدة في القسم الأثري من تدمر، وقاموا بإعدامهم من طريق تفجير هذه الأعمدة".