بدل أن يكون الشتاء نعمة، تحول لنقمة بعد أن سبحت النفايات المكدسة في المناطق مع حركة مياه الأمطار الغزيرة التي تساقطت ، إذ أنه مئة يوم وأزمة النفايات لا زالت مستمرة ، والحلول معلقة بانتظار فرج الله .

مئة يوم مرت والنفايات لا زالت في شوارعنا والأزمة تتفاقم أكثر فأكثر،إذ إنّ الحلول المطروحة مجرّد حبر على ورق ، وصحّة اللبنانيين في دائرة الخطر، ومع هطول الأمطار، يزداد التلوث وتزداد الكوارث البيئية معها.

مشاهد مقززة يشهدها وطن الأرز اليوم حتى يغدو الكلام المنمّق اللطيف عاراً ، فتوّرمت الحناجر من شدّة الشتائم ، والشعب لا زال تحت وطأة الإهانة تحرقه ندبة الذلّ منذ ولادته .

 

هذا الأمر سندفع ثمنه قريباً لأن الموت قريب ، وسنلطم ندماً على وجوهنا ووجوه المتلاعبين بمصائرنا وحياتنا التي تساوت مع "عيشة" القطط والجرذان السارحة في لبنان-المكبّ ، فإن  بلد المياه ، جفت جداوله ، ومياهنا تحولت الى نقمة فهي تملأ الطرقات بالتلوث ،وتهدر في مجاري الصرف الصحي ، كما أنها اضلت طريقها عن المنازل الا لتدمير أثاثات الفقراء.

 

المشهد البيئي الكارثي الذي شاهده اللبنانيون صباح اليوم في مناطقهم وأحيائهم ، من سيول جرفت النفايات المكدسة الى زحمة السير الخانقة في أكثر من تقاطع حيوي بفعل تجمع المياه ، وما نسمعه في الشوارع هو النقمة التي يرددها المواطنون ، حتى تتماهى المسافة بين المواطن والمسؤول الذي يقرّ بتحمل المسؤولية مع  العجز عن إيجاد حلول و اللجوء إلى المحاسبة  التي تؤدى إلى خطى عملية في تغيير شيئاً في الواقع، هذ المسؤول الذي لا يكلف نفسه حتى الإعتذار أو التنحي عن كرسي لا يستحقه .

 

بكل أسف، فإن الواقع "المبلل بالزبالة" بات يفرض الإعتراف أن هذه الحكومة لن تسقط في أكوام الزبالة مهما ارتفعت، لأن الشعب اللبناني العظيم قد أسقطه صمته في حضن من يحتضن الحكومة .

وأخيراً .. فالحلول دائماً موجودة حتى أن المسؤولين يعرفون أن هذه الحلول موجودة في جيوبهم ويمكن أن يخرجوها ساعة يشاؤون ولكنهم يتسابقون على أشياء لا نعرفها.