كثر من حالات الطلاق تمر في المحاكم ، ليتحوّل ضحيتها الأطفال الذي يعلقون بين الأم والأب ، أحمد هو طفل لزواج غير ناجح تطلق والداه وهو لم يكمل بعد الأربع سنوات ...
غير أنّ الأب لم يظل مطلقاً طويلاً فسرعان ما تزوج من إمرأة ثانية (لا تنجب) إذ لم يرد أن يظلم أبناءه وإنما يريد شريكة تعتني به وبهم ، ولكن ما خطط له لم يتم كما أراد ، فبعد سنة أنجبت زوجته طفلتها الأولى ومن بعدها طفلها الثاني ...
ومع السنوات أصبحت الأولوية لأبنائها حتى أصبح الأب نفسه منحازاً "لولاد الجديدة" !
أحمد الإبن الأكبر للأب (29 عاماً) اليوم خلف قضبان السجن يعاني أحكاماً من مخدرات إلى سرقة ، ولكن هل السجن هو المستقبل الذي أراده أحمد له !
يقول أحمد :
"بعد الطلاق لم نبصر والدتنا وقامت خالتي بتربيتنا ، الأمور اختلفت بعد إنجاب أطفالها (ما كانت قلنا إم) ، كانت تعامل أشقائي منها بتمييز وكذلك أبي ، وكنت أنا الأكثر تحملاً للمضايقة وللعقوبة إذ أنني بطبعي متمرد رافض للقوانين فكان والدي أحياناً يطردني من البيت وكانت لا تتدخل ولا تحميني وكنت أتساءل (لو أمي بتتركني نام برا؟) .
كنت أقضي الأيام بالشوارع تركت المدرسة باكراً ، تعلمت التدخين شرب الكحول ثم إتجهت للمخدرات ، كنت أتعاطاها وأسرق المال من أبي لأدفع ثمنها وهذا ما كان يزيد المشاكل وحالات طردي ، وصلت لمرحلة أقضي شهوراً خارج المنزل وكنت أحياناً أحتمي بجدتي ...
دخلت السجن عدة مرات وخرجت وكانت نقمة أبي تزيد وكانت هي تلعب دوراً سلبياً في زيادة المسافة .
أبي اليوم متوفي وأنا أسامحه إلا أني لا أسامحها فما عانيته كان جد قاسي وكنت أتمنى لو أنه احتواني "
وأضاف أحمد " هل تعلمين أني تزوجت وعملت (ناطور) مع أني وضع أبي المادي جيد ، وهل تعلمين أن لي ابنة قد توفيت ؟ ..
أنظر اليوم إلى أشقائي وأرى كيف هم لأنها أمهم لا خالتهم ، بينما أنا لم تعتبرني ابناً ولا حتى ابن زوج بل كانت تستبيح كل الوسائل لإبعادي عن والدي وقد نجحت "
أحمد هو نموذج حقيقي من انعكاس التفكك الأسري على الأطفال ، ليظل السؤال هنا :
لو ولد أحمد في بيئة عائلية صحية هل كان اليوم "رد سجون" ، طبعاً لا فالعلوم الإجتماعية والإنسانية تربط ميول وتوجه الإنسان بنشأته ، وأحمد لو وجد في العائلة ما يحق لكل طفل أن يعايشه لما أصبح اليوم خلف قضبان "زوجة أبيه"