سأل وزير الزراعة أكرم شهيّب “ماذا أستطيع أن أفعل بعدما نبّهنا إلى كلّ ما حصل اليوم منذ أكثر من شهر وقلنا إنّ الشتاء آتٍ، وإنّ الوقت ضاغط وكمّيات النفايات تزيد، لكنّ كثيرين من السياسيين والفاعلين وأصحاب المسؤولية تعاطوا بعدم جدّية مع هذا الملف، ما ساعَد بعض المراهقين في البيئة على لعب دور سلبي في الإعلام وغير الإعلام عبر تهييج الناس ضد الخطة، وبعضُ السياسيين في الحراك كان منطقهم أن تبقى النفايات على الأرض حتى يستمرّوا في تحريك الشارع. كلّ هذا مع عدم مبالاة بعض الفاعليات السياسية، ما ساهمَ في أن نصل إلى هنا. فليتحمّلوا المسؤولية جميعاً الآن. الحوار غداً (اليوم)، وهناك لقاءات، فليتحمّلوا المسؤولية وإلّا فإنّ المشكلة ستكبر”.
وعن جدوى ذلك ، أجاب في حديث لصحيفة “الجمهورية”: “لا يزال هناك وقت، ولو كان ضاغطاً وقصيراً لا يتعدّى الأسبوع، فاليوم أفضل من الغد وأمس أفضل من اليوم. لأنه بعد انتهاء هذا الاسبوع لن نعود قادرين على شيء، أقلّه أنا لا أعود قادراً. وهذا ما دفعني في السابق الى إعطاء مهلة حتى الخميس. مَن أيَّد الخطة في مجلس الوزراء وعلى طاولة الحوار وفي لجنة البيئة النيابية لم يساعد عملياً في الحلّ. ولم يكن دورهم فعّالاً في تطبيق الخطة. للأسف بعضهم تحدّث بلغتين. فالمشكلة تكمن في الجدّية الكاملة لدى جميع الأطراف في كلّ المناطق. يفترض أن يُتّخَذ قرار حاسم ونهائي خلال يومين”.
وأضاف: “من جهتي، تحمّلت مسؤوليتي، فليتحمّل الآخرون مسؤولياتهم، وأكثر ممّا حصل اليوم ماذا سيحصل؟ ليس عندي دبّابات أنقل فيها النفايات، وهي أصلاً لا تحتاج لمؤازرة أمنية، بل إلى قرار سياسي. الموقف السياسي لم يكن داعماً في كلّ المناطق. لم يكن تنفيذ الخطة بالأمر السهل، على رغم الناس المعترضين في الشوارع، لكنْ مَن هم هؤلاء؟ ومَن يدعمهم؟ مثلاً ما جرى في احتفال نقابة المهندسين، مَن يدعم النقابة؟ مِن أين جاؤوا؟ مَن أرسلهم؟ وكذلك في الأزهر في البقاع، أمر غير طبيعي. الخطة لا تحتاج إلّا بمؤازرة الجميع، ولا تنجح إلّا إذا عملَ الجميع بجدّية. لا شيء من دون أبعاد سياسية، ولو كان التوافق السياسي قائماً لانتهينا من اليوم الأوّل. هذا الأسبوع حاسم “لا أنا بِحمل ولا دولة الرئيس تمام سلام بيِحمل”.