ليست النفايات المكدسة والتي تناثرت في الشوارع هي الفضيحة، على رغم ما يؤشر ذلك الى الدرك الذي وصلت اليه مؤسسات الدولة، حين تعجز عن حلّ ازمة النفايات المكدسة، الفضيحة ان لا مسؤول في البلد يعتبر نفسه معنيًا، لسان حال جميع المواقف التي صدرت من بعض المسؤولين اتهام الدولة والآخر بتسميته او بعدم تسميته، من المسؤول في هذه الدولة ببساطة لا أحد مسؤول... بربكم هل من فضيحة اكبر من ذلك.

اليوم اضراب عام للمدارس والمؤسسات العامة والوزارات وغيرها ممن يطالبون بإقرار سلسلة الرتب والرواتب. فهل يحرك الاضراب ونهر النفايات المسؤولين؟
كان يجب ان يُعالَج هذا الملف قبل هطول الأمطار، وهذا ما حذّر منه وزير الاشغال غازي زعيتر، هذا لسان حال المسؤول فالى من توجه المسؤولية؟ وكان وزير الصحة وائل ابو فاعور أكد ان الحديث عن الكوليرا لا يزال بعيدا الا ان الواقع قد لامس الكارثة.

واضاف في حديث تلفزيوني: "لقد لامس الوضع حدود الكارثة وما رأيناه اليوم ستكون له مخاطر صحية في المستقبل لان ببساطة الضرر نتيجة تسرب عصارة النفايات للمياه الجوفية والمزروعات سيتسبب بأمراض لا يمكننا التكهن بأنواعها".

هل شكّلت الشتوة الاولى رصاصة الرحمة على الحكومة المترنحة تحت وطأة الضربات المتعددة والتي تتلقاها على خلفية ازمة النفايات والترقيات العسكرية؟ ام ان هذه الشتوة التي اغرقت شوارع بيروت والضواحي بالنفايات المتكدسة وسدت المجاري ستدفع الحكومة الى الانعقاد والانتهاء من قضية المطامر؟ وهل ستكون جلسة الحوار المرتقبة اليوم نقطة انطلاق نحو التشجيع على عقد جلسة للحكومة لوضع حد نهائي لأزمة النفايات؟ وفي هذا السياق، أكد أمين سر تكتل التغيير والإصلاح النائب ابراهيم كنعان في حديث تلفزيوني "أننا سنشارك في الحوار (اليوم)، لأننا نريد إعطاء فرصة للتواصل لتحقيق ما ننادي به، وسنحضر الى طاولة الحوار وفق ثوابتنا القائمة على العودة الى الشعب، وتأمين وصول الرئيس القوي، فالصفة الميثاقية لا تقبل البحث. ونحن منفتحون على النقاشات، لكن الدستور والميثاق والشراكة ليست وجهات نظر، بل يجب احترامها وتطبيقها".

وكان الرئيس سلام حدد الخميس مهلةً قصوى للانتهاء من ملف النفايات، وإلا فإنه في وارد اتخاذ قرار خطير بحجم الكارثة الاخلاقية البيئية. أما الآن فالمأمول أمران: إما أن يدعو سلام إلى اجتماع عاجل لمجلس الوزراء بمن حضر يضع فيه الشركاء موظفي الزبالة بالسياسة أمام مسؤولياتهم وينفّذ خطة شهيب، أو فلتستقل الحكومة لأن أي قرار اقل من الكارثة، كارثة.

الأجوبة التي تنتظر نتائج جلسة الحوار سبقها مشهد مقزز حملت فيه مياه الامطار النفايات المهترئة الى المنازل والمحلات التجارية.