رغم سيل التحذيرات الوطنية والبيئية والصحية من مغبة عدم تدارك الموقف قبل فوات أوان الصيف وهبوب العواصف الماطرة، وقع المحظور بالأمس وهطل «الخطر» على اللبنانيين متسبباً بمشهد سريالي موبوء تحت وطأة العاصفة التي يصحّ القول فيها إنها «هبّت مرّتين» على البلد مع ما خلفته من فيضانات ونفايات عابرة للشوارع والأحياء في العاصمة والمناطق. فالأضرار الصحية والبيئية التي نتجت عن تبعثر القمامة المكدّسة في الطرق «لم يعد يمكن تداركها بل التخفيف من ضررها نتيجة الترسّبات والتأثير على المياه والمزروعات» كما أكد وزير الصحة وائل أبو فاعور في سياق إعلانه إجراءات ستتخذها الوزارة «لتفادي الأسوأ»، في وقت لا تزال اللجنة الفنية المختصّة تنتظر جواباً إيجابياً «لم يصل بعد» من جانب «حزب الله» حول موقع طمر النفايات في البقاع الشمالي ما يعوق اكتمال خارطة المطامر الصحية مناطقياً ويحول تالياً دون تطبيق الخطة الحكومية المتوازنة لمعالجة الأزمة المفترض ان تطرح نفسها بقوة على طاولة الحوار الوطني اليوم.
وفي حال استمرار التعثّر على ما هو عليه في الملف حتى الخميس المقبل، توقعت مصادر وزارية لـ«المستقبل» أن يبادر رئيس مجلس الوزراء تمام سلام إلى ترجمة تعهده باتخاذ «الموقف المناسب»، معربةً عن اعتقادها بأن يقدم سلام على اتخاذ خطوة «الاستقالة» من رئاسة الحكومة يوم الخميس المقبل ليضع الجميع أمام مسؤولياتهم الوطنية ربطاً بالتعطيل السياسي الحاصل في مقاربة الملفات الحياتية والحيوية بشكل بات يتهدد صحة المواطنين وسلامة الوطن.
أما أوساط سلام فآثرت عدم تحديد شكل وتوقيت الموقف الذي سيعمد إلى اتخاذه إذا استمر التعثر في تنفيذ خطة النفايات، مكتفيةً بالقول لـ«المستقبل»: رئيس الحكومة سبق وقال إنه سيعمد خلال أيام إلى اتخاذ الموقف المناسب وتسمية الأشياء بأسمائها، وهو ملتزم بهذا الوعد الذي قطعه أمام اللبنانيين».
شهيب
تزامناً، شدد وزير الزراعة أكرم شهيب على ضرورة تذليل العقبات التي لا تزال تحول دون تطبيق خطة معالجة أزمة النفايات بحلول نهار الخميس المقبل، وقال لـ«المستقبل»: «إذا لم يحصل أي تطور إيجابي حتى الخميس فسأزور يومها السرايا الحكومية وأسلّم الرئيس سلام تقريري النهائي حول خطة الحكومة وأعلن اعتذاري عن عدم إكمال مهمتي في اللجنة» المكلفة تطبيق الخطة.
ورداً على سؤال، أجاب شهيب: «كل ما جرى ويجري هو نتيجة لا مبالاة قسم كبير من المسؤولين والسياسيين وبعض البيئيين المراهقين بالإضافة إلى سياسيي الحراك»، مشدداً على كون «هؤلاء أوصلوا البلد إلى ما كنّا قد نبهنا من الوصول إليه، والآتي أعظم».
المشنوق
بدوره، أوضح وزير البيئة محمد المشنوق في تصريح مقتضب مساء أمس أنه كان قد طالب مجلس الوزراء منذ شهرين «بإعلان حالة طوارئ بيئية، تخوفاً مما قد يصيبنا من كارثة النفايات التي ما تزال القوى السياسية تعرقل حلّ أزماتها»، محذراً من أنه «ما لم تتخذ القوى السياسية موقفاً إيجابياً اليوم قبل الغد، فلا حدود لمخاطر الكارثة».
وختم المشنوق مؤكداً أنّ رئيس الحكومة والوزير شهيب «لم يألوَا جهداً في متابعة هذا الموضوع، ولكن العقدة لدى القوى السياسية التي تقود لبنان نحو المجهول».
المستقبل : لا جواب من «حزب الله».. سلام يتهيأ لاتخاذ «الموقف» وشهيب لـ «الاعتذار» الخميس العاصفة تهبّ مرتين: فيضانات ونفايات
المستقبل : لا جواب من «حزب الله».. سلام يتهيأ لاتخاذ...لبنان الجديد
NewLebanon
|
عدد القراء:
430
مقالات ذات صلة
الجمهورية : السلطة تحاول التقاط أنفاسها... والموازنة تفقدها...
الاخبار : السفير الروسي: الأميركيّون يهيّئون لفوضى في...
اللواء : باسيل يتوعَّد السياسيِّين.. ورعد...
الجمهورية : مجلس الوزراء للموازنة اليوم وللتعيينات غداً.....
الاخبار : الحريري بدأ جولة...
اللواء : هل يستجيب عون لطلب تأجيل جلسة المادة...
ارسل تعليقك على هذا المقال
إن المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس بـالضرورة سياسة الموقع
© 2018 All Rights Reserved |
Powered & Designed By Asmar Pro