لا تزال تداعيات الخطابات التصعيدية للسيد حسن نصر الله تنعكس سلباً على الشيعة في كل الأقطار العربية والأوروبية المعارضة لسياسة حزب الله ، فقصة اللبنانيين الذين خسروا أعمالهم في عديد من دول الخليج فقط لأنهم شيعة ولأن حزب الله اتخذ من نفسه الناطق بإسمهم ، لم يمر عليها طويلاً ، ليتصدر الصحف اليوم خبراً أخر سببه الأول والمباشر هو السيد حسن نصر الله ومواقفه الشديدة اللهجة في الآونة الأخيرة ضد المملكة العربية السعودية إرضاءً للتحالف الروسي - الإسرائيلي ، وللصديق الإيراني ، ألا وهو التصديق على إعدام الشيخ نمر النمر ..
ما يقوم به سيد المقاومة من ردود فعل لا تتقاطع والعلاقة المهمة التي تجمع بين لبنان والسعودية ، لم يعد ينعكس على شيعة لبنان فقط بل على الشيعة في مختلف أنحاء العالم العربي سواء كانوا لبنانيين أم لم يكونوا ، وهؤلاء قد ضاقوا ذرعاً بالتداعيات التي تنعكس عليهم من النبرة الحادة للسيد والتي لم تعد تغلب عليها اللغة التكتيكية الدبلوماسية والتي لطالما شُهد له بها ، لنتذكر في هذا السياق الشيخ سعد الحريري حينما قال : "لمَ هذا الجنون إنها عاصفة الحزم يا عزيزي"
نعم هي عاصفة الحزم التي جعلت السيد يتخلى عن العلاقة المقبولة لوجيستياً مع المملكة ، لردود فعل شديدة اللهجة تمظهرت من خلالها المواقف وكأنها عدائية مفرطة ضد المملكة العربية السعودية خصوصاً ودول الخليج عموماً ، إذ تحوّل الانتقاد من النبرة العقلانية إلى اللهجة الهجومية التي تصل حدّ التهديد المعلن .
خطابات السيد الأخيرة جعلت الممكلة العربية السعودية تستنفر ضد كل صوت شيعي معارض خوفاً من أن تتحوّل المنابر التصعيدية لتهديدات فعلية تستهدف أمنها واستقرارها ، وها هو الشيخ نمر النمر أول ما عكسته هذه الخطابات ، فنمر الذي حكم عليه في 5 تشرين الأول 2014 بالإعدام في حكم ابتدائي (غير نهائي) ، بعد إتهامه بإثارة الفتنة في البلاد و الخروج على إمام المملكة والحاكم فيها خادم الحرمين الشريفين لقصد تفريق الأمة وإشاعة الفوضى وإسقاط الدولة ، لم ينفذ الحكم به في حينها وإنما ظلّ قيد التأجيل لا سيما وما رافق الإعتقال والمحاكمة من ضغط دولي ..
ولكن اللافت اليوم وبعد مرور عام على الحكم هو إعلان صادق الجبران، محامي رجل الدين الشيعي السعودي، نمر باقر النمر، وشقيقه محمد، تأييد محكمة الاستئناف الجزائية والمحكمة العليا، الحكم الابتدائي الصادر بإعدامه ، هذا الإعلان الذي جاء بعد ما صرّح به السيد في اليومين الأخيرين بشكل خاص لا يمكن أن يكون إلا ردة فعل من المملكة العربية السعودية .
لنتساءل هنا ، هل سيدفع شيعة الخليج ضريبة التحالف بين حزب الله وموسكو ؟
إجابة هذا السؤال برهن سيد المقاومة الذي نعوّل على حكمته في عدم جرّ الطائفة إلى ما لا تحمد عقباه ..