القى في اليوم العاشر السيد حسن نصرالله خطابه في الجماهير الحسينية وكان هادفا في خطابه عبر النقاط التي تحدث عنها، لم يطل الكلام كثيرا لكنه كان محددا وواضحا ومسؤولا، الخطورة في الخطاب انه كان محددا ومسؤولا وكل كلمة فيها مسؤوليات على المقاومة وعلى الجماهير القومية والاسلامية التي ترفض الواقع الحالي التي تحاول اميركا والصهيونية فرضه على المنطقة.
لقد بدأ خطابه بالحديث عن المسألة الفلسطينية، وهي القضية المحورية في صراعنا مع الصهيونية ومع أميركا، وفي وقت يغفو فيه العالم العربي ولا يتحدث عن الانتفاضة الثالثة جاءت المقاومة اللبنانية لتتحدث عن مسؤوليتها تجاه هذه الانتفاضة وتعلن انها تدعمها وانها تقف الى جانبها ووجه نداء الى الجميع كي يقفوا مع المقاومة ويتحملوا المسؤولية بدل تركها مستفردة واعلن انه سيساند المقاومة بكل طاقته بالنسبة للمقاومة الفلسطينية والانتفاضة الحاصلة هناك والظلم والقهر الحاصل ضد شعبنا في فلسطين.
لقد خفّت الاصوات التي تتحدث عن الانتفاضة الثالثة في الضفة وغزة وباتت الدول العربية خجولة في الحديث عن الموضوع، والانحياز الاميركي الى اسرائيل وصل الى اقصى حدوده ومع ذلك وقف السيد حسن نصرالله وقفة البطولة ليعلن ان المقاومة اللبنانية الاسلامية هي مع الانتفاضة وهي تؤيدها وهي تضع كل طاقاتها بتصرف الشعب الفلسطيني، ثم انتقل الى موضوع ثان، وهو محاربة القوى التكفيرية والقوى الارهابية، فأعلن انه بدمائنا وقبضات يدنا وبالنضال المستمر ستنهزم الحركات الارهابية والتكفيرية واكد على ذلك ووعد شعبه بأن الانتصار آت ضد القوى التكفيرية والارهابية، ومهما كانت التضحيات ومهما كانت النتائج فسننتصر على الارهاب وعلى التكفيريين الذين يستهدفون الاسلام، والذين يستهدفون مبادئنا وقيمنا، ووعد وعدا قاطعا، بالانتصار على التكفيريين والارهابيين وهذا يعني ان حزب الله الذي يقاتل في سوريا ضد التكفيريين والارهابيين وقد يكون له امتدادات الى العراق حيث يقاتل ايضا التكفيريين والارهابيين انما هو جازم بأن الانتصار آت وهذه مسؤولية تحمّلها السيد حسن نصرالله وهو تحمّل مسؤوليات كبيرة في الماضي، ووعد بالانتصار وانتصر، وقال، ان كل حروبنا ضد اسرائيل التي انتصرت فيها المقاومة ستتكرر الان مع القوى الارهابية والتكفيرية، وهنا في المناسبة انتقل الى الحديث عن جهوزية المقاومة فقال ان لا نتنياهو ولا احد في الكيان الصهيوني يستطيع منع تحضير جهوزية المقاومة الى اقصى الحدود للقتال ضد العدو الاسرائيلي ضد امتلاك السلاح الذي تحتاجه المقاومة لضرب اسرائيل، كلام معناه ان المقاومة تتجهز بالصواريخ وبالاسلحة وفي المرة القادمة اذا حصلت المواجهة مع العدو الاسرائيلي فسترى اسرائيل ان الصواريخ من المقاومة اللبنانية الاسلامية ستكون افتك وافعل، وان المقاومة لم تكن منصرفة الى القتال في سوريا بل كانت منصرفة الى القتال في سوريا ضد التكفيريين والارهابيين وفي ذات الوقت كانت منصرفة الى رفع جهوزيتها في القتال ضد العدو الاسرائيلي.
ثم انتقل الى الساحة الداخلية اللبنانية، ودعا الجميع الى عدم المراهنة على الخارج، وقال انه لا بديل عن الحوار، والحوار هو الذي يوصلنا الى الحل، وان على القوى اللبنانية ان لا تفكر بملفات خارجية بل الملف النووي الايراني او اليمني او سقوط النظام في سوريا بل ان عليها ان تتفق على تفعيل المؤسسات وهنا قال يقولون اننا نعطل الانتخابات الرئاسية ونحن نقول انهم يعطلون الانتخابات لانهم يرفضون ان يأتي الرجل المناسب والقوى الى مركز الرئاسة. ثم هاجم السعودية والبحرين وركز خاصة على السعودية، بطريقة حكمها وانحيازها للصهيونية، وانحيازها الى اميركا، والقى باللوم على السعودية نتيجة حادثة مينا والشهداء الذين قتلوا هناك نتيجة اهمال وعدم انتباه السلطات السعودية. وهنا صرخ الجمهور الحسيني قائلا الموت لآل سعود، الموت لآل سعود، وبات واضحا ان المعركة بين حزب الله والسعودية لا حل لها في الوقت القريب بل هي معركة مفتوحة مع السعودية الى آخر حد، كذلك مع البحرين، مع السلطات البحرينية التي تقمع شعبها كما قال السيد حسن نصرالله، وقال ان الشعب بالنتيجة سيجد الاطار الذي يسمح له بالانتصار وتأمين حقوقه الوطنية في البحرين.
ثم تحدث عن الهجوم السعودي الاميركي على اليمن، وهنا قال ان اكبر مجزرة تجري في اليمن نتيجة المذابح التي يرتكبها آل سعود بالاتفاق مع الاميركيين، وقال ان شعبنا في اليمن قاتل ويقاتل انما الهجمة الصهيونية الاميركية السعودية عليه كبيرة، ولذلك لا يمكن السكوت عن هذه المجزرة وعن هذه الحرب العدوانية على اليمن.
واللفتة الهامة عنده كانت الحديث عن العراق حيث دعا الجيش العراقي والحشد الشعبي الى مقاومة داعش رغم دعم داعش من قوى خارجية وعلى رأسها اميركا، ووجه لهم التحية وتمنى لهم النصر واكد ان الجيش العراقي والحشد الشعبي سينتصران على داعش وعلى القوى التكفيرية الارهابية.
خطاب السيد حسن نصرالله كان موجزا ومحددا بنقاط واضحة، فيها مسؤولية القدرة كون المقاومة تأخذ بصدرها المسؤوليات وتعلن القرارات بشأنها وتعلن خحطتها في هذا المجال، والمقاومة بخطاب السيد حسن نصرالله لا تخطاب لكسب ودّ شعبي او لزيادة شعبيتها، بل يخطب السيد حسن نصرالله للتأكيد على أنه ملتزم بالقضايا الوطنية والقومية والاسلامية، وغيرها، وبالتالي فانه عندما يتحدث عن سوريا والقتال ضد التكفيريين فمعنى ذلك ان حزب الله سيقاتل حتى النهاية مهما كلف الامر ومهما كانت التضحيات كي لا تربح القوى التكفيرية والارهابية ويسقط النظام في سورريا. وهذا واضح من القوى التي يرسلها حزب الله الى سوريا ويقاتل هناك على كل الجبهات.
اليوم يخوض حزب الله معركة عنيفة ضد الارهاب والتكفيريين في سوريا، وهو رأس حربة في هذا القتال الى جانب الجيش العربي السوري، والى جانب قوى ايرانية، لكن حزب الله هو رأس الحربة في القتال، واعلان السيد حسن نصرالله عن التزامه بالحرب على التكفيريين والارهابيين هو رسالة موجهة للولايات المتحدة ولآل سعود ولكل القوى التي تحاول ان تنفذ مخطط الصهيونية والاميركيين وان حزب الله مهما كلفه الامر فسوف يقاتل ضد التكفيريين والارهابيين ويهزمهم ووعد السيد حسن نصرالله بالحاق الهزيمة بالتكفيريين والارهابيين، ومشهور عن السيد حسن نصرالله بالوعد الصادق فهو عندما يعد يصدق في كلامه وعندما يعد بأمر ينفذه.