أثارت الزيارة الخاطفة التي قام بها الرئيس السوري بشار الأسد إلى موسكو منذ عدة أيام موجة عاصفة من التحليلات لدى عدد كبير من المراقبين والمحللين ، وقد أجمعت هذه التحليلات على أن النقاش تركز بشكل رئيسي حول مستقبل سوريا ومستقبل الأسد شخصيا مع الاشارة إلى أن وجهات تعددت بدءا من تلك التي تناولت مسألة التخلى عن الأسد وصولاً إلى وسائل تعزيز الحملة العسكرية الروسية.
فمن جهة يرى متابعون لهذه الزيارة أن اللقاء تناول أفق الاستراتيجية الروسية في سوريا وكيفية الانتهاء من الأعمال الحربية وعلى رغم أن التواجد العسكري الروسي سيبقى لكن ليس في شكله الحالي ومن المحتمل أن يبدأ النقاش حول آليات الحل السياسي ، في حين يرى محللون آخرون أن الزيارة أتت بهدف إقناع الأسد بالتخلي عن السلطة .
وإذا كان كل ذلك يأتي في إطار التكهنات إلا انه على الأرجح أن النقاش طاول مسألة إعادة تشكيل السلطة والاحتمالات المختلفة لأعادة تأهيل النظام والمؤسسات خصوصا وأن الأميركيين ومعهم الأوروبيين لا يلحون على مغادرة الأسد فورا. وموقف موسكو قريب من وجهة النظر هذه. على أنه بعد تحقيق الانتصار على الإرهاب يمكن التفكير بالمخارج.
إلا أن أوساط صحافية روسية لها وجهة نظر حيث تتساءل أنه /لنفترض أننا طهرنا سوريا من الإرهاب فهل نعرف متى نحقق ذلك وفي خلال أي مدة ومن سيتولى السلطة الجديدة مع قناعتنا بأن هناك فئات واسعة قد لا تعترف بهذه السلطة الجديدة؟ /.
وترى هذه الأوساط أنه /علينا أن نضع جدول أعمال واضح وأن لا نكتفي بتكرار القول أننا نؤيد الأسد وندعو إلى التفاوض بين كل الأطراف والأهم أن توضع خريطة طريق واقعية لما سيكون عليه واقع الحال. ولكن للأسف حتى الآن لا أحد عندنا ينظر في هذا الاتجاه /.
ومن جهة أخرى يرجح بعض المراقبين على أن النقاش بين الأسد وبوتين تناول المرحلة المقبلة من بينها مسألة خروج الأسد واستقالته.
فالقيادة الروسية أعلنت في أكثر من مناسبة أنها لا تتمسك بالأسد. بل بقاء سوريا هو الأهم وتأليف حكومة انتقالية ، والقيادة الروسية يمكن أن تساعد النظام الحالي على المشاركة في المفاوضات المتعلقة بتسليم السلطة.
فالغرب وافق على دور ما للأسد في هذه الحكومة ، ومن المؤكد أن النقاش تناول احتمالات القيام بذلك .
لكن يبقى السؤال إلى من سيتم تسليم السلطة؟ مع قناعة الجميع بأن الأسد ما كان ليصمد لولا التدخل الروسي ، على أنه في كل الأحوال سيأتي اليوم الذي عليه أن يرحل .