أكد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير بعد اجتماع فيينا الرباعي بخصوص الأزمة السورية أمس، أن اللقاء كان ايجابياً وأن الخلافات على موعد رحيل بشار الأسد لا تزال قائمة. وفي حين قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري إنه «مقتنع تماماً بأن الاجتماع كان بنّاء ومثمراً»، طالب نظيره الروسي سيرغي لافروف بإشراك كل من إيران ومصر في أي محادثات مستقبلية بشأن سوريا.

ففي تصريحاته بعد الاجتماع الرباعي الأميركي الروسي السعودي التركي في فيينا، قال وزير الخارجية السعودي مساء إن الخلافات لا تزال قائمة حول موعد رحيل الأسد. وصرح الجبير بقوله «نحن لا نعترض على توسيع الاجتماعات»، مضيفاً أن الاجتماع كان إيجابياً حيث تمت مناقشة تطبيق مبادئ جنيف1 المتضمنة إنشاء حكومة انتقالية في سوريا، وضمان انتقال سلس للسلطة، وتكوين حكومة ديموقراطية وبناء مستقبل جديد لسوريا لا يشمل بشار الأسد. وأكد الجبير أنه لا يزال هناك تباين في ما يتعلق بموعد رحيل الأسد، وأنه سيتم التخطيط لاجتماعات مستقبلية في ما يخص إنهاء الأزمة.

وهذا الاجتماع الرباعي المخصص للنزاع في سوريا يُعقد للمرة الأولى من دون إشراف الأمم المتحدة على أمل حل للنزاع الذي أوقع أكثر من 250 ألف قتيل منذ آذار 2011.

وأملت واشنطن وموسكو في ختام الاجتماع بأن يعقد اجتماع دولي جديد قريباً يكون «موسعاً أكثر»، وفي حين أكد وزير الخارجية الأميركي جون كيري أن بقاء بشار الأسد «يجعل السلام مستحيلاً»، رأى أن هذا الاجتماع بهدف استطلاع أفق الحل السياسي للحرب في سوريا قد أثمر أفكاراً قد تغير مسار ما يجري في هذا البلد.

وأضاف كيري للصحافيين بعد الاجتماع «أنا مقتنع بأن اجتماع اليوم كان بناء ومثمراً». كما قال كيري إن الدول الأربع ربما تجتمع مرة أخرى بحلول 30 من هذا الشهر.

وصرح كيري للصحافيين «توافقنا على التشاور مع جميع الأطراف أملا بأن نعقد الجمعة المقبل اجتماعاً يكون موسعاً أكثر» بهدف إحراز تقدم على صعيد «عملية سياسية» لتسوية النزاع السوري. وأضاف أن هدف الاجتماع الرباعي حول سوريا كان «محاولة إيجاد أفكار جديدة للخروج من المأزق»، مع إقراره بأن المشاركين يدركون أن هذا الأمر سيكون «صعباً».

وحول مصير الأسد قال كيري إن «غالبية دول أوروبا، عشرات إذا لم نقل مئات من الدول تدرك أن بشار الأسد يحدث دينامية تجعل السلام مستحيلاً، وأننا لن نكون قادرين على فعل شيء، حتى لو أردنا ذلك، في حال بقائه».

ووصف كيري الاجتماع بأنه كان «بناء» من دون أن يحدد المسارات التي تم تناولها والتي أمل في أن تفضي الى «تغيير في الدينامية».

ولفت الى أن مشاركة إيران في اجتماع مماثل لم تكن واردة وقال «حتى الآن، ليست إيران حول الطاولة، قد يحين وقت نتحدث فيه الى إيران ولكنه لم يحن بعد».

وشدد لافروف في تصريح منفصل للصحافيين على ضرورة توسيع هذا الاجتماع بحيث يشمل دولاً أخرى وقال «الاجتماع الرباعي غير كافٍ (...) يجب توسيعه». ولفت خصوصاً الى الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الدولي واللاعبين الإقليميين مثل مصر وإيران وقطر إضافة الى الأردن والإمارات العربية المتحدة.

وقال لافروف للصحافيين بعد الاجتماع في تصريحات بثها التلفزيون الروسي الرسمي «طلبنا أن تُجرى الاتصالات المستقبلية بصورة أكثر تمثيلاً». وأضاف أنه يعني مشاركة إيران ومصر على وجه الخصوص.

وشدد لافروف على ضرورة ترك «الشعب السوري« يقرر مصير رئيس النظام بشار الأسد، وهي مسألة تثير انقساماً بين موسكو وواشنطن.

وصرح لافروف للصحافيين في فيينا أن «مصير الرئيس السوري ينبغي أن يقرره الشعب السوري»، مكرراً رفض روسيا لتنحي الأسد.

وأورد كيري الدول نفسها باستثناء إيران، وركز خصوصاً على دول أوروبية مثل فرنسا وبريطانيا وايطاليا وألمانيا.

وأعربت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني التي حضرت الى النمسا للمشاركة في اجتماع للرباعية الدولية حول الشرق الأوسط عن «الأمل في أن تكون إيران طرفاً في عملية» التشاور حول سوريا.

وكان النشاط الديبلوماسي في العاصمة النمساوية بدأ صباحاً باجتماع بين الولايات المتحدة وتركيا والسعودية بدون أن يدلي أي من الوزراء بتصريحات أمام الصحافيين.

كما التقى بعد ذلك كيري ولافروف اللذان يحافظان على قناة اتصال برغم تدهور العلاقات بين بلديهما.

وفي سياق آخر، أعلن وزير الخارجية الروسي عقب اجتماع مع نظيره الأردني ناصر جودة في فيينا أن روسيا والأردن اتفقا على «تنسيق» العمليات العسكرية في سوريا.

وصرح للصحافيين أن «القوات المسلحة في البلدين، القوات الروسية والأردنية اتفقت على تنسيق عملياتها بما فيها عمليات القوات الجوية فوق روسيا»، مضيفاً أن «آلية» في هذا الصدد تم وضعها في العاصمة الأردنية علماً بأن الاردن حليف للولايات المتحدة وأحد أعضاء التحالف الدولي ضد تنظيم «داعش».

وفي مؤتمر صحافي مشترك مع لافروف، أكد الوزير جودة «ضرورة» قيام «تنسيق واسع مع أصدقائنا الروس، وخصوصاً بين جيشي البلدين». وأمل بأن تكون آلية التنسيق هذه «فاعلة لمحاربة الإرهاب في سوريا وخارجها».

وأعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أن بلاده ستعرض في الأمم المتحدة «خلال الأيام المقبلة قراراً يحظر إلقاء البراميل المتفجرة على السكان المدنيين في سوريا».

وقال فابيوس اثر لقائه الموفد الدولي الى سوريا ستيفان دي ميستورا «ينبغي القيام باللازم ليكف نظام الأسد عن قصف السكان المدنيين». وأورد مصدر برلماني فرنسي أن النظام وحده مسؤول عن إلقاء هذه البراميل من مروحياته.