برغم قرع طبول الحرب في المنطقة من اليمن إلى فلسطين وبرغم التهديدات الإرهابية التكفيرية من كل حدب وصوب، وخصوصاً تلك التي يمكن أن تستهدف مناسبات دينية ومنها إحياء مراسم عاشوراء، أطلَّ الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله شخصياً، ليل أمس، على المشاركين في إحياء مراسم ليلة العاشر من محرم في «مجمع سيد الشهداء» في الضاحية الجنوبية لبيروت، وذلك في رسالة واضحة إلى جمهوره بأننا برغم ما واجهناه على مدى سنيّ المقاومة ضد إسرائيل وقوى التكفير لن نيأس ولن نتعب ولن نتراجع بل مستمرون في المواجهة و «سننتصر فيها»، وبالتالي، لا تسويات ولا صفقات ولا تفريط بما تحقق من مكتسبات وانجازات.
«المعركة» التي تحدّث عنها السيد نصرالله وضع إطاراً سياسياً استراتيجياً لها، جوهره أن «حزب الله» لم يضع البوصلة، وهو عندما يواجه إسرائيل وقوى التكفير إنما يقاتل أدوات مشروع الهيمنة الأميركية الغربية على المنطقة الذي لا يريد أن تقوم قيامة دول عربية أو إسلامية قوية ومستقلة ومقتدرة وتراعي مصالح شعوبها أولاً وأخيراً.
ولقد وصف السيد نصرالله الولايات المتحدة بأنها «المايسترو» الحقيقي لكل الحروب الدائرة في المنطقة من اليمن إلى سوريا وفلسطين مروراً بالعراق وإيران، وأشاد بدور كل من تصدّى لمحاولة تحويل هذه الحروب إلى فتنة سنية ـ شيعية. وقال إن الحرب على اليمن هي حرب أميركية لإخضاع هذا البلد العربي وهم كانوا يريدون أن تكون الحرب مذهبية وطائفيّة «حتى يجد التنابل وجيوش التنابل مرتزقة يقاتلون عنهم، وكان المطلوب أن تستفز مشاعر الشباب السنة لكي يقاتلوا عن الملوك والأمراء وناهبي الشعوب وأصحاب الكروش وكي تكون نتائج المعركة لمصلحة أميركا».
وكان لافتاً للانتباه أنه بعد هذه الكلمات وقف جمهور «مجمع سيد الشهداء» وهتف على مدى حوالي دقيقة واحدة: «الموت لآل سعود».
وأشار نصرالله إلى أن المعركة تهدف إلى إخضاع كل من ساهم بإسقاط مشروع الشرق الأوسط الجديد في لبنان وسوريا والعراق وفلسطين. وشدّد على أن هذه الحروب «ليس قائدها أيمن الظواهري ولا أبو بكر البغدادي ولا الجولاني ولا سلمان بن عبد العزيز لكن قائدها الأميركي الذي يديرها ويدير كل الذين يخضعون له».
وختم «سنحضر غداً (اليوم) في كل الساحات والميادين مع الحسين، ولن يمنعنا لا مطر ولا حر ولا سيارات مفخخة ولا تهديدات ولا شيء.. وسنقول لإمامنا لبيك يا حسين»(ص2).
توقيف انتحاري جديد
من جهة ثانية، حقّق الأمن العام اللبناني إنجازا أمنياً جديداً، بتوقيفه المدعو (ع. ع) في محلة القبة في طرابلس والذي كان يستعد لتنفيذ عملية انتحارية في إحدى المناطق اللبنانية بتكليف من تنظيم «داعش»، بهدف إثارة الفتنة والنعرات الطائفية.
وتشير المعلومات إلى أن الموقوف (ع. ع) ينتمي إلى «داعش» وهو كان يجاهر بأنه بات جاهزاً لتنفيذ عملية انتحارية في المكان والزمان اللذين يحددهما له التنظيم، وبأنه خضع لدورة عسكرية لمدة ثلاثة أشهر في جرود عرسال، وتم تجنيده مؤخراً لتنفيذ عملية انتحارية من قبل المطلوب (ن. سكاف) أحد رموز مجموعة الشيخ الموقوف خالد حبلص وقد توارى عن الأنظار في منطقة المنية منذ أحداث بحنين قبل نحو سنة، كما تربطه علاقة بالمطلوب (ط . خياط) الذي توارى أيضا عن الأنظار مع المطلوب شادي المولوي منذ أحداث التبانة الأخيرة.
وتضيف المعلومات أن الموقوف (ع. ع)، تربطه صلات قربى بعدد لا بأس به من المتهمين بعمليات إرهابية، وبينهم عبد الغني جوهر (أبو هاجر) المتهم باستهداف باصين عسكريين للجيش اللبناني بعبوتين ناسفتين في محلتيّ التل والبحصاص في طرابلس وهو قُتل مؤخراً في القصير بينما كان يقاتل إلى جانب تنظيم «داعش»، إضافة إلى الشيخ الموقوف أحمد سليم ميقاتي، فضلا عن أن قريباً له يشغل منصب المسؤول الإعلامي لدى «داعش» في مدينة الرقة السورية.
وكان الموقوف (ع. ع) متوارياً عن الأنظار لدى أقارب له في إحدى البلدات العكارية، وهو مطلوب بمذكرة توقيف بعد القرار الاتهامي الذي أصدره قاضي التحقيق العسكري فادي صوان بحقه وحق آخرين بتهمة تأليف مجموعات مسلحة للقيام بأعمال إرهابية ومحاولة قتل عسكريين.
وقد عاد قبل أيام إلى منزليّ والده وجده الكائنين في مبنى واحد في محلة ضهر المغر، حيث رصدته العيون الأمنية، لا سيما بعد كشفه لأكثر من شخص عن نيته تنفيذ عملية انتحارية في منطقة لبنانية لم يحددها.
وفجر أمس حضرت قوة مركزية من الأمن العام وفرضت طوقاً أمنياً غير معلن حول المبنى الذي يقطن فيه (ع. ع)، ثم قامت بمداهمة منزل جده بشكل خاطف، فسارع إلى مغادرته باتجاه منزل والده، لكنه فوجئ بالطوق الأمني المحكم فوقع في قبضة الأمن العام وذلك خلال دقائق معدودة، حيث تم نقله مباشرة إلى مبنى المديرية في بيروت وبوشرت التحقيقات معه تمهيداً لإحالته إلى القضاء.
من جهته، أكد والد الموقوف (ع. ع) عبر مواقع التواصل أن ولده (16 عاماً) بريء من كل الاتهامات المنسوبة إليه، ولا علاقة له بأي تنظيم إرهابي، معتبراً أن توقيفه جاء على خلفية مجاهرته بدعم «الثورة السورية!».