نحن العرب لا نبرع سوى بسياسة القذف والذم واللعن ، فنلعن اليهودي فقط لأنه يهودي والنصراني فقط لأنه نصراني مع أننا نعترف أنهم من أهل الكتاب والدين الإسلامي يوصفهم بذلك ، و كراهيتنا نحن لا تقف عند حدود الآخر بل كذلك نقوم بنشر ثقافة الضغينة بين بعض كمسلمين ، فنعمد كسنة إلى لعن الشيعة فقط لأنهم شيعة ، و نعمد كشيعة بالتالي إلى رفض السني الذي أمامنا فقط لأن هذا الذي يخالفنا هو سنيَ ، لتتحول ثقافتنا لرافضة وتكفيرية يطغى عليها التعصب والجهل ..
ثقافة الكراهية هذه أوجدتها المناهج المتطرفة والإعلام الذي يعمد إلى التكفير والتفسير السطحي والخاطئ للدين وللحوار وللآخر ، دون التنبه إلى المخاطر التي تنعكس على الشعب ، والتي تتمظهر تطرفاُ وإرهاباً بأجيالنا .
لنتساءل هنا :
لماذا العلماء لا يقومون بمناظرات ثقافية حضارية؟ ولماذا لا تناقش الأمور بكل منطقية و واقعية ودون تكفير ؟
نحن للأسف ديننا دين حضارة ونهضة وانفتاح ، غير أننا نقرأ القرآن وتعاليم الرسول ولا نعمل بها ولا نطبقها ، بل على العكس تماماً نفرغها من الجوهر ونسقطها بغير ما هي عليه في الحقيقة ...
(الفيديو المرفق يوضح وجهة النظر الحضارية لعالم سعودي خلال جلسة مركز الحوار الوطني ، وهي وجهة نظر دينية منطقية يجب أن نعتمدها كبند أساسي إن كنا نريد الإرتقاء لمفهوم الديني الإنساني المنفتح لا الدين الإرهابي المتطرف )