«دوره هو مغادرة سوريا«.. بهذا الوضوح الحازم أجاب وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أمس عن سؤال حول الدور الذي يمكن أن يلعبه بشار الأسد في أي حكومة موقتة في سوريا. وبوضوح موازٍ اعتبر وزير الخارجية الأميركي جون كيري أن شيئاً واحداً يقف في طريق الحل.. الأسد.
هذا التقاطع بالوضوح بين الرياض وواشنطن، عشية لقاء فيينا الرباعي الروسي ـ الأميركي ـ السعودي ـ التركي اليوم، يسنده رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية خالد خوجة، في حديث لـ«المستقبل» من مقر إقامته في اسطنبول، الى معلومات رشحت عن «جلسة الاستدعاء» التي عقدها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع الأسد تؤكد أن «ثمة جهوزية روسية لمرحلة انتقالية من دون الأسد» ستنطلق اليوم في فيينا.
وفي تصريحات لقناة «العربية» قال وزير الخارجية السعودية إن بشار الأسد مغناطيس جلب المقاتلين الأجانب إلى داعش، وهو السبب في انتشار داعش في سوريا. وأوضح أن «علينا إبعاد الأسد إذا أردنا القضاء على داعش». مشيراً إلى أن السعودية تسعى لحل سلمي في أقرب وقت ممكن على أساس جنيف واحد. قائلاً: «إننا حريصون على الحفاظ على وحدة سوريا ومؤسسات الدولة السورية«.
ورداً على سؤال حول الدور الذي يمكن أن يلعبه الأسد في أي حكومة موقتة في سوريا، أكد الجبير أن «دوره هو مغادرة سوريا«.
وأعلن أن الهدف من الاجتماع الرباعي الذي سيُعقد الجمعة في جنيف هو التشاور والتنسيق وبحث حل الأزمة في سوريا سلمياً، بناء على مقررات جنيف واحد، وبحكومة انتقالية كاملة الصلاحيات ورحيل الأسد، معتبراً أن الأهم هو الحفاظ على وحدة سوريا.
إلى ذلك شدد الجبير على أن إيران هي جزء من المشكلة ويجب ألا تكون جزءاً من الحل. وقال إن إيران «جهة مقاتلة ودولة أدخلت حزب الله وميليشيات أخرى إلى سوريا لدعم الأسد«.
كما أكد أن التدخل الروسي في سوريا خطير جداً.
وفي موقف مماثل، أعلن وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، أن الدول التي ستشارك في الاجتماع التي ستعقده الرباعية الدولية اليوم في فيينا، اتفقت على «مبادئ مشتركة» حول مستقبل سوريا، مضيفاً «اتفقنا على سوريا موحدة ذات نظام علماني تعددي ديموقراطي«، وأضاف: «لكن أمامنا شخص يجب إزاحته بسرعة، هذا الشخص هو بشار الأسد«.
وقال خلال مؤتمر صحافي عقده كيري مع نظيره الألماني فرانك فالتر شتاينماير، في مبنى الخارجية الألمانية ببرلين أمس إن الدول المعنية بالأزمة السورية، اتفقت على «مبادئ مشتركة» حول مستقبل سوريا، لافتاً إلى ضرورة حل الأزمة السورية بطرق سلمية.
وشدد كيري على ضرورة محاربة جميع الدول لتنظيم «داعش«، والمجموعات المتطرفة التي لا ترغب بـ«حل سلمي» للأزمة في سوريا، مشيراً إلى ضرورة عمل جميع المؤسسات من أجل حل سياسي للأزمة السورية.
وأوضح كيري أنه سيعقد اجتماعات مع كل من، وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف، وزير الخارجية التركي فريدون سينيرلي أوغلو، ووزير الخارجية السعودي عادل أحمد الجبير، على هامش اجتماعات الرباعية الدولية في فيينا.
وأشار الوزير الألماني إلى أن التدخل العسكري الروسي في سوريا صعّب حل الأزمة، مضيفاً «القصف الجوي الروسي قبل كل شيء جلب المزيد من الآلام، وأدى إلى حركة نزوح جديدة».
وفي واشنطن، انتقد البيت الأبيض بشدة الأربعاء استقبال بشار الأسد بحفاوة في روسيا متهمة موسكو بتقويض التقدم باتجاه انتقال سياسي عبر دعمه.
وقال مساعد الناطق باسم البيت الأبيض ايريك شولتز للصحافيين إن الولايات المتحدة ترى أن «الاستقبال الحافل للأسد الذي استخدم أسلحة كيميائية ضد شعبه يتناقض مع الهدف الذي أعلنه الروس من أجل انتقال سياسي في سوريا». وأضاف أن تحركات موسكو في الشرق الأوسط الذي يشهد حروباً «تأتي بنتائج عكسية».
في غضون ذلك، كشف خوجة لـ»المستقبل» أمس أن الرسالة التي أراد بوتين توجيهها للعالم من خلال استقباله رئيس النظام السوري بشار الأسد هي أن «ثمة جهوزية روسية للتحضير لمرحلة انتقالية في سوريا من دون بشار الأسد». وقال في حوار مع «المستقبل» في مقر إقامته في اسطنبول إن ما جرى في موسكو أول من أمس «لم يكن زيارة قام بها الأسد وإنما الرئيس بوتين نفسه قال ما معناه أنه استدعاه، وهو استدعاه بالفعل وبطريقة مهينة على متن طائرة نقل عسكرية ومن دون إجراء مراسم استقبال كما يجري عادة لرؤساء الدول، ولم يكن برفقته أحد حتى من حلقته الضيقة، ما يعني أن بوتين أراد أن يوجه له حديثاً يعنيه شخصياً«.
وأضاف خوجة، أن اتصال بوتين بقادة المملكة العربية السعودية والأردن وتركيا ومصر وإطلاعهم على فحوى اللقاء «يعني أن اجتماع فيينا (اليوم) سيكون تمهيدياً لمرحلة انتقالية والأرجح بلا الأسد». وتابع: «لكن واضح أن الرئيس بوتين وجّه رسالة مفادها أن أمور سوريا أصبحت في يده ولم تعد بيد الأسد. وهذا يدل على أن ما سبق وأعلنه المسؤولون الروس من أنهم غير متمسكين بالأسد هو حقيقي وبدأت ترجمته اليوم عملياً».
وتابع خوجة أن روسيا دخلت «بقوة خشنة إلى الوضع السوري والرئيس بوتين استخدم أسلوب الكاوبوي وسيطر على مواقع القرار في سوريا بما في ذلك الوزارات السيادية حيث لم يعد يمكن لوزارة المال حتى أن تتخذ قراراً من دون موفقة روسيا».
أضاف أن «مضمون اللقاء التفصيلي بين بوتين والأسد لم يتسرب لكن المعلومات تؤكد أن بوتين كان قاسياً مع الأسد وأن ثمّة جهوزية روسية لمرحلة انتقالية من دون الأسد».
وفي وصف للمشهد في موسكو، شبه العميد عبدالله الحريري، ضابط المخابرات السورية المنشق الذي شغل مناصب حساسة عدة في سوريا ولبنان، الأمر بما كان النظام السوري يفعله في لبنان، وقال في حديث مع موقع «كلنا شركاء» المعارض: «ما أشبه اليوم بالأمس، حينما شاهدت بشار الأسد في ضيافة بوتين، تذكرت الأيام التي كان النظام السوري يهيمن على لبنان، فكان إذا أراد النظام السوري تنفيذ أمر بسيط، كان يكلف أحد أركانه بزيارة إلى لبنان، وينقل الرغبة السورية إلى الرئيس اللبناني، وأحياناً يكتفي بأحد الضباط المتواجدين في لبنان لنقل هذه الرغبة ـ الأوامر ـ لتصبح نافذة على الفور، أما إذا كان الأمر مفصلياً في حياة لبنان، كان يستدعى رئيس لبنان إلى دمشق، ويتم إبلاغه بما يجب أن يكون من قبل الرئيس السوري شخصياً، لذلك أرى أن بوتين أبلغ بشار بقرارات حاسمة وما هو مصيريّ، وما عليه إلا التنفيذ«.
ميدانياً، سقط عدد من القتلى والجرحى من قوات النظام، أمس، باستهداف غرفة قيادة عمليات تابعة لها في جبهة القتال مع قوات المعارضة بريف حلب الجنوبي (شمال البلاد)، بصاروخ مضاد للدروع من نوع «تاو«.
وأفاد رامي الصاروخ المضاد للدروع في كتيبة «صقور الجبل» التابعة لـ»الجيش السوري الحر»، الملقب بـ»أبو علي تاو» لوكالة الأناضول، أن «المكان المستهدف هو مقر قيادة عمليات للنظام يضم ضباطاً، وخبراء روس وإيرانيين»، مؤكداً أن «استهداف المبنى تم بعد عملية رصد ومتابعة لتحركات قوات النظام في المنطقة«.
وأفاد ناشطون أن الثوار تمكنوا، من تحرير بلدة الأيوبية بعد معارك عنيفة مع قوات النظام المدعومة بالميليشيات الطائفية، كما تمكنوا من استعادة بلدتي المفلسة وجورة جحيش بعد سيطرة قوات النظام عليهما بساعات.
واستطاع الثوار التصدي لهذه القوات التي حاولت اقتحام منطقة بلاس، بعد اشتباكات عنيفة أسفرت عن مقتل وإصابات عدد من عناصر قوات الأسد، إضافة لتدمير دبابتين وآلية لها.
وفي حماة، أعلن «جيش الفتح« مساء أمس عن انطلاق معركة تحرير حماة، حيث بدأ جيش الفتح بقصف تمهيدي بكافة أنواع الأسلحة على تجمعات عناصر الأسد في قرى «عطشان وسكيك ومعان» في ريف حماة الشمالي.
المستقبل : خوجة لـ «المستقبل»: لقاء فيينا سيطلق عملية انتقالية من دون بشار السعودية: دور الأسد مغادرة سوريا
المستقبل : خوجة لـ «المستقبل»: لقاء فيينا سيطلق عملية...لبنان الجديد
NewLebanon
|
عدد القراء:
480
مقالات ذات صلة
الجمهورية : السلطة تحاول التقاط أنفاسها... والموازنة تفقدها...
الاخبار : السفير الروسي: الأميركيّون يهيّئون لفوضى في...
اللواء : باسيل يتوعَّد السياسيِّين.. ورعد...
الجمهورية : مجلس الوزراء للموازنة اليوم وللتعيينات غداً.....
الاخبار : الحريري بدأ جولة...
اللواء : هل يستجيب عون لطلب تأجيل جلسة المادة...
ارسل تعليقك على هذا المقال
إن المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس بـالضرورة سياسة الموقع
© 2018 All Rights Reserved |
Powered & Designed By Asmar Pro