هذا الفيديو المرفق يصوّر حالة التبعية التي تفرضها المجتمعات على الأفراد ، حتى يفرضونها هم بدورهم على الآخرين في حالة ميكانيكية متداولة ، والمفارقة أن من قاموا بإتباع هذه الحالة حسب الفيديو (وهي الوقوف عند إطلاق الصافرة) اتبعوها دون وعي أو أدنى إدراك ودون فهم لأسبابها بطريقة آلية "كما الروبوت" ، لتكون هذه الإستجابة مغيبة العقل والفكر والإستقلالية الشخصية ...
هذه الحالة التي شاهدناها تنطبق لحد كبير على المجتمع اللبناني وعلى تابعي الأحزاب ، ففي حزب الله مثلاً ، لا يعلم التابع لماذا هو اختار هذا النهج ، ولكن ولادته في منطقة يسيطر عليها حزب الله حولّه تلقائياً عبر التعبئة المفروضة عليه من هذا المجتمع المحزّب لأن يتحوّل لتابع ومحزّب ...
لذا حينما نتساءل كيف لشباب على وعي وثقافة أن يذهبوا للموت في سوريا لأجل بشار وإيران متناسيين القضية الأم ألا وهي فلسطين ومحاربة العدو الصهيوني ، وكيف لهؤلاء أن يصدقوا طريق القدس الذي يتخذ توجه مختلف كل يوم وطريق مغاير كل يوم ، وكيف لعقلهم أن يكون بهذه الحالة من الخمول .
علينا أولاً أنّ نقوم بدراسة الحالة المجتمعية المحيطة بهم والتي تجعلنا نذهب لمعرفة السبب ، إذ أن هؤلاء أصبحوا يتعاملون مع أوامر الحزب ومع شعائره وما يطلقه من خطابات بطريقة تلقائية ، يُمنع التفكر بها أو حتى النقاش وإلا أصبحوا خارجين عن دائرة المجتمع ومنبوذين ، وهذا ما حدث مع "شيعة السفارة" ، فهذا اللقب الذي أطلقه حزب الله عبر "أمينه" في إحدى الخطابات المسربة ، استهدف به الفكر الشيعي الثالث ، هذا الفكر الذي قرر أن يخرج من التبعية إلى البصيرة وأن ينظر بعين العلم والوطن لخطوات حزب الله ، تحوّل لخائن ولعميل .
ولأن هؤلاء أيقنوا أن للقدس طريق واحد يمر بالقدس ، وأن كل ما يقوم الحزب بإشاعته عن "زواريب" قدسية ما هو إلا تبرير وغطاء لسفك الدماء بسوريا تحوّلوا برفض المجتمع ذات التوجه الواحد إلى "شاذين" ومستهدفين .
هذه الحالة لا تنطبق حكراً على حزب الله ، غير أنّ قرارات الحزب التي تجرّ وطناً بأكمله تجعلنا نأخذه كمثال حيّ على العقل المعطل وعلى الإتجاه بالتبعية والتعبئة ، ولعلّ الصمت المخيم على جمهور حزب الله في ضجة الإنتفاضة الثالثة والإتجاه فقط لمثلث سوري - ايراني - روسي خير دليل على أنه لو قام الحزب بالتطبيع مع الصهيون لقال أتباعه " لبيك ... لبيك"