إحياء الشعائر الحسينية من الأمور الدينية التي دعا أئمة أهل البيت عليهم السلام إنطلاقا من قول الله سبحانه وتعالى " وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ"
فالمكانة الخاصة بالإمام الحسين عليه السلام التي حظي بها عند الله سبحانه وتعالى جعلت من العزاء الحسيني أمر مهم عند آل البيت عليهم السلام.
ففي حين أن الإئمة الإثني عشر شددوا على أهمية إحياء أمرهم من خلال إظهار الحزن والبكاء على سيد الشهداء وقراءة زيارة الحسين(عليه السلام) وإنشاد الشعرعنه.
وفيما بعد إتجه قسم من الموالين لآل البيت عليهم السلام إلى تعظيم الشعائر بشكل مبالغ فيه من خلال التطبير والشعارات الاخرى التي لا تمت الى هذه المناسبة بصلة متل الزحف وغيره ظنا منهم أن هذه التصرفات "حلال" عند مراجع الدين العظام.
لذا ومن باب الحرص على إظهار الحقيقة دققنا أكثر فيما يتعلق بقضية التطبير حسب الشرع فوجدنا معظم المراجع تقول بحرمة التطبير ومن أهم هذه المراجع هو السيد السيستاني الذي يرفض هذه "الشعيرة" ويدعو إلى إجتنابها، وهنا نذكر رأي المرجع مع حكمه الشرعي:
فالسيد السيستاني يقول أنه يجب اجتناب الأعمال التي تخدش مظاهر العزاء الحسيني "إن التطبير إذا كان يوجب توهين المذهب فلا يجوز"
ويرى السيد الخوئي عدم جواز ضرب السلاسل والتطبير إذا أوجب ضررا معتدا به أو استلزم الهتك والتوهين.
ويعتبر السيد محمد صادق الصدر أنه أمر طبيعي أن لا يكون في إدماء الرأس بهذه الصورة المعتمدة إستحباب ولا مواساة لاهل البيت.
ويرى السيد محمد حسين فضل الله أن بعض الشعائر التي يقوم بها الناس خالية من المحتوى وليس لها ضرورة.
أما الشيخ الدكتور أحمد الوائلي فيقول : لا تجعلوا الناس يرمون أهداف الثورة الحسينية بالخرافة والتفاهة إن هذه الخرافات وراءها أياد اثيمة تلعب دورها"
ويعتبر المفكر الإسلامي الشيخ مرتضى مطهري أن "التطبير والطبلة عادات ومراسم جاءتنا من أرثوذكس القفقاز وسرت في مجتمعنا كالنار في الهشيم"
وعلى ما يبدو أن لدى مقلدي السيد السيستاني مفهوم خاطيء حول حكمه الشرعي بالتطبير فحكمه واضح جدا خصوصا أننا في وقت يتم التطبير فيه بشكل وحشي يؤدي إلى أذية النفس التي أمرنا سبحانه وتعالى بعدم أذيتها وبالتالي فإننا نشوه صورة الحسين (ع) والمعنى الضمني لرسالته.
وإن كان في هذا الفعل رضى للذات أو تعصب له فإنه يجب التنبيه إلى خطورة هذه "الشعيرة" على مذهب الشيعة من ناحية توهين المذهب في نظر الآخرين وتؤدي الى إبعاد الناس عن "الحسين" في حين ان المطلوب هو جذب إليه لنشر الإصلاح كما أراد (سلام الله عليه).
والجدير بذكره هنا أن نظرة المذاهب الأخرى للمذهب الشيعي تغيرت مع مشاهد التطبير التافهة حيث باتوا يعتبرونها كنوع من أذى النفس والجزع لعدم نصرة الحسين وآخرون يرون فيها "تكفيرا" وبعضهم يرونها "بدعة وخرافة" فلماذا نحوّل هذه القضية التي مات الحسين لأجل إحيائها غلى بدعة في نظر الآخرين ونهين هذه المناسبة التي علينا أخذ العبر منها بدل ذرف العبرات والتطبير.
ولماذا لا نجعل الحسين مخلدا في ذهن العالم أجمع كما أراد هو "مصلحا في أمة جده " بدل أن نقتله مرتين.