اليوم يبكي لبنان 7 جثامين من آل صفوان قضوا في بحر الموت عند هروبهم إلى تركيا، واليوم يعاتب آل صفوان القدر الذي أرجعهم إلى لبنان الميت أصلا بساسته الذي لا يملكون أدنى مشاعر الرحمة.
برحيل آل صفوان توحد الإعلام اللبناني فلا حروب يشنوها على بعضهم ولا تناقضات في نقل أخبارهم ولا محاولة لسبق صحفي يجذب الجمهور إنما جمعهم ذلك الشعور المتمثل بالإحساس بوجع الآخر.
فالعهر وصل بالساسة اللبنانيين إلى التفرج على مأساة آل صفوان دون أي مبادرة منهم لوقف هذه الظاهرة الخطيرة على لبنان إن كان من ناحية خسارة الأدمغة او الشباب وازدادت وقاحتهم إلى النزول للمطار لإستقبال الجثامين ظانين بذلك أنهم يستطيعون غسل أيديهم من المسؤولية والفاجعة التي ألحقوها بهذا الوطن وخصوصا بأحباء وأقارب آل صفوان.
وبينما تسير سيارات الإسعاف في مطار الحريري نحو المستشفى، يتسمر سياسيو لبنان امام شاشات التلفزة يشاهدون دموع العائلة دون أن يرف لهم جفن أو إحساس بالإنسانية، وكيف يشعرون بذلك وهم تجردوا من مشاعرهم بمجرد أن ذاقوا لذة المال فنسوا أنهم والفقير "من التراب وإليه سيعودون" وأنهم مهما علا شأنهم سيبقون في نظر اللبنانيين المظلومين مجموعة من الفاسدين الذين دمروا لبنان وجوعوا شعبه.
والمضحك المبكي في الأمر أننا نجدهم جميعا يقفون على المنابر يتحدثون عن حق المواطن ما يجعل النفاق قاسما مشتركا بين ساستنا وليصبح المواطن ضحيتهم.
وانطلاقا من الفضائح القديمة للساسة وعلاقتهم بقضايا الفساد، يمكننا القول أن الدولة اللبنانية تأخذ دور المشاهد فقط ربما لأن في هذه الجريمة مصلحة لها وإلا لكانت أسرعت في حل الأمور ومعاقبة المجرمين عبر الغرامات المالية (غرامات بدل كفالات إستهزاء بالعقوبات التي تفرضها الدولة على المعاقبين حيث أنه قد يصل بها وقت تساوي المجرمين مع المخالفين)كما في كل مرة.