تتواصل الجهود الديبلوماسية في محاولة للجم التدهور الأمني في الأراضي الفلسطينية المحتلة على خلفية الاستفزازات الإسرائيلية الذي ينذر بانتفاضة ثالثة.
وفي هذا الإطار يلتقي الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في رام الله اليوم الرئيس الفلسطيني محمود عباس بعدما التقى أمس رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو، في زيارة مفاجئة الى المنطقة تقوده أيضاً إلى عمان التي يصل إليها السبت المقبل وزير الخارجية الأميركي جون كيري، حيث يلتقي الملك عبد الله الثاني والرئيس الفلسطيني محمود عباس بعد لقائه نتانياهو في برلين.
وكان الملك الأردني عبد الله الثاني بحث في عمان أمس مع الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي «التصعيد الإسرائيلي الخطير في الضفة الغربية والحرم القدسي الشريف، وتطورات الأوضاع في سورية».
ودعا بان كي مون، خلال لقائه الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين أمس في القدس، المسؤولين الإسرائيليين والفلسطينيين إلى «بذل جهود مشتركة لوقف دوامة العنف الخطيرة»، محذراً من انه «في حال لم نتحرك بسرعة سيزداد الوضع على الأرض سوءاً، مع عواقب وخيمة في إسرائيل وأبعد من إسرائيل وفلسطين».
وأضاف «من أجل مستقبل أطفالنا علينا الخروج من هذه الهاوية الخطيرة».
واستبعدت أوساط سياسية إسرائيلية أن يسفر لقاء بان كي مون مع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو مساء أمس، عن تحرك سياسي جدي إسرائيلي– فلسطيني لتهدئة الأوضاع، وقالت إن الأمين العام هو الذي اقترح زيارة إسرائيل «ونحن نرحب به».
من جهته رفض نتانياهو، في كلمته أمام «المؤتمر الصهيوني العالمي» في القدس الادعاءات بأن تكثيف الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة هو وراء «موجة العنف الحالية»، قائلاً إن البناء الاستيطاني خلال ولايته شهداً تراجعاً لا ازدهاراً، قياساً بأسلافه، وأنه تمت إقامة 1500 وحدة سكنية جديدة بالمعدل في كل عام من أعوام ولايته الستة، ملمحاً إلى الضغط الأميركي عليه لوقف البناء. ويتعارض كلام نتانياهو مع ما قاله لأعضاء حزبه الأسبوع الماضي من أن عدد المستوطنين ارتفع خلال سنوات حكمه الست من 280 ألفاً إلى 400 ألف.
وكان من بين أسباب اندلاع العنف في القدس الشرقية المحتلة غضب الفلسطينيين من زيارات اليهود المتزايدة لحرم المسجد الأقصى، وخشية الفلسطينيين من محاولة إسرائيل تغيير الوضع القائم في الأقصى.
إلا أن نتانياهو أكد في كلمته أمام اجتماع دولي للزعماء اليهود في القدس أمس، أن «إسرائيل لم ولن تغير الوضع القائم (في الأقصى). وهذه كذبة كبرى».
ميدانياً، واصلت إسرائيل اعتداءاتها بحق الفلسطينيين، فاستشهد برصاص جنودها أمس فلسطينيان، الأول في غزة والثاني في الخليل، وهدمت منزل أسير في الخليل أيضاً، واعتقلت العشرات في أنحاء متفرقة في الضفة، بينهم القيادي في حركة «حماس» حسن يوسف.
كما قتل إسرائيلي دهساً قرب الخليل.
ومن المقرر ان يعقد مجلس الأمن جلسة غداً، يشارك فيها ٧ وزراء خارجية إضافة الى الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، للبحث في الأوضاع الفلسطينية المحتلة، لكن من غير المتوقع أن تخرج الجلسة بموقف على رغم محاولات فرنسية - عربية لإصدار بيان رئاسي يدعو الى «النظر في خيارات المراقبة الدولية لمنطقة الحرم الشريف والحفاظ على الوضع القائم فيه».