كسر الفقر حلم شباب لبنان بأن يعيشوا بوطنهم الأم لكن كما قال علي ابن أبي طالب "الفقر في الوطن غربة والغنى في الغربة وطن" حاول شباب التبانة البحث عن وطن يحضنهم في بلاد بعيدة عن لبنان الذي ولدوا به وربما كانوا يعيشون لأملهم بأنه سيعود يوما إلى الحياة.
لكن يبدو أن مع خلافات المسؤولين الكثيرة في طرابلس وانشغالاتهم في القتال على السلطة ومع محاولة كل طرف طرابلسي الإستيلاء على الجزء الأكبر من التأييد الشعبي "ضاعت الطاسة" ونسي الحريري وميقاتي وغيره أهمية الشعب فخسروا بذلك ليس فقط الشباب الطرابلسي إنما خسروا من هيبتهم وانتقصت قيمتهم لدى الناس وفقدوا إحترامهم في طرابلس.
فمنذ أسبوع بدأت السفن غير الشرعية تنقل شباب من التبانة التي من المعروف أنها أفقر منطقة في طرابلس لتفيد اليوم مصادر صحفية بأن أعداد المتقدمين للهجرة يبلغ 28 ألفا وفقط في طرابلس وغالبيتهم من التبانة وبالطبع قرار الهجرة اغير الشرعية ليس بالسهل فهو فيه تحد للموت وربما بات شباب طرابلس وشاباتهم يجدون في الموت لذة بعد أن ضاق صدر الوطن بهم.
وفي حين يخاطر أهالي طرابلس بحياتهم بحثا عن لقمة العيش ويفتقرون لأدنى مقومات الكرامة ، يتنعّم وزراء ونواب طرابلس في بيوتهم بالكهرباء والماء والأموال وربما يجلسون معا خلف الكواليس ويتسامرون ثم يخرجون إلى الملأ معلنين خلافاتهم وكل طرف يحاول أن يشد الحبل لناحيته.
لكن على ما يبدو أن شباب طرابس إستيقظوا من سبات التبعية وشابات طرابلس بتن على يقين بأن لا أمل بعودة لبنان فتخلوا عن الخائنين وكلنا امل أن يستيقظ شباب الجنوب من التفكير التبعي والطائفي أيضا ليعودوا إلى الحياة.