شئتم أم أبَيتم، إنّكم من "فصيلة" اللبنانيّين أو اللبنانيّات. إذاً أنتم متّهَمون ومتّهَمات بـ "جنحة" "التفشيخ" أو ربّما بجنايته. والمؤكّد أنّ الجميع هنا متّهمٌ، وأنا منهنّ، نظراً إلى أنّنا لم نختر أن نكون لبنانيّين. إلاّ أنّه ليس من العدل أن تُنسَب هذه التهمة إلى كُلٍ من كُلّ بقدر ما هو إنصاف تطبيقها على بعضٍ غالبٍ من كلّ...

 

 

من المؤكّد أيضاً أنّكم تقولون في هذه اللحظات في قرارة أنفسكم، إنّ مقدّمة المقال التي تقرأون أُلصِقت بسطور مقالنا المندرج في خانة Stars، عن طريق الخطأ بدلاً من أن تكرَّس لموضوع يطرح هذا النوع من الإشكاليات. لكنّ الفنانات اللبنانيات لسْنَ بعيدات عن هذا الجوّ من التصرّفات المُلَبْنَنة والتي يأتي "التفشيخ" في صدارة قائمتها.

 

تتباهى الفنّانات بغالبيتهنّ بكلّ ما تبتعْنَه من "ماركات" عالميّة باهظة الثمن لملابسٍ أو أحذية أو محفظات يدٍ أو أكسسوارات، سواء لإطلالاتهنّ الإعلامية وحفلاتهنّ الغنائيّة أو حتّى لنشاطاتهنّ اليومية البعيدة عن الأضواء. وإنْ لم يتباهينَ تحدّثاً و"تجويداً" بالكلام، لَبانَ الأمر على "فايسبوك" و"تويتر" وخصوصاً "إنستغرام" بدون لفظ كلمة واحدة.

 

 

غير أن بعض النجمات، وهنّ أنفسهنّ اللواتي يصدعْننا على مواقع التواصل الاجتماعي، أو بالأحرى مواقع التفشيخ الجماعي، بلقطات "بريستيجيّة" وبارتياد أفخم المتاجر العالمية، "يهرولْنَ" إلى زيارة أماكن "عادية" للتسوّق بعيداً عن عيون كاميرات وسائل الإعلام حيث لا ماركات عالميّة بأسعار خياليّة.

 

فالفنانة نفسها المتباهية علناً، وطبعاً بدون تعميم، بسيارة ماسيّة تملكها أو بفستان ترتديه لأحد أهمّ المصمّمين اللبنانيّين الذي أصبح يُلفَظ اسمه على ألسنة نجمات هوليوود، أو بمحفظة يدٍ اشترتها من متجر إيطاليّ عالميّ، هي نفسها التي تبتاع ماركات مقلّدة أو المعروفة بـ "غير أصلية". مع أن الإقدام على شراء "التقليد" ليس وجهاً من أوجه "العار" مثلما يظنّ "المفشّخون"، إنّما يصبح نوعاً من استخفاف بعقل الجمهور في الحالة الخاصّة التي تسجّلها الفنانة على لائحة التصرّفات المُلَبْنَنة.  

 

 

 

فهي لا تكتفي بهذا القدر من الوقاحة إن جاز التعبير، لتتخطّاها إلى الطلب من مالك المتجر المتواضع تقديم حسمٍ ماليّ لها عمّا اختارته، علماً أنّه لا يمكننا أن ننعت ثمن المشتريات التي اختارتها إلا بـ "أقلّ من رمزيّ" نسبةً إلى الأسعار الباهظة التي تُطبَع على الماركات الأصليّة. "تناضل" المغنّية منذ أولى لحظات دخولها المتجر لإقناع مالكه بخفض ثمن ما ترغبه، لكن لا يهتزّ لها كبرياءٌ إن انخفض ثمن قيمتها وعنفوانها الذي "اشترته" كـ Package مع نجوميّتها وشهرتها... 

هنادي دياب