أتشعر بالدوّار عند الاستيقاظ من  النوم  وبوجود حجاب أمام العينين عندما تنتقل من وضعية النوم إلى وضعية الاستقامة؟ قد تكون تعاني هبوط ضغط الدم الانتصابي، وهو اضطراب يلمس 7% من البشرية بشكل عام و65% من الذين يتجاوز عمرهم الـ 65. إنّ الانخفاض المفاجئ لضغط الدم قد يكون مرتبطاً باختلال وظيفي في الجهاز العصبي اللاإرادي للإفصاح عن مرض خطر. كما قد يكون إشارة للوفاة بحسب نتائج دراسة نشرت في المجلّة العلمية Neurology.
للتوصل إلى هذه النتيجة، عمد الباحثون إلى دراسة ملفات 165 شخصاً من أجل فحص الجهاز العصبي اللاإرادي لديهم، وقد تمّت متابعتهم لمدّة عشر سنوات. فبلغ معدّل الوفاة لدى الذين يعانون هبوط ضغط الدم الانتصابي 64% مقابل 10% لدى الذين لا يعانون هذا الاضطراب. كما ارتفعت نسبة الوفيات لدى مرضى هبوط ضغط الدم الانتصابي المتأخر 29%. إلاّ أنّ هذا المرض قد تطوّر لدى أغلبية المرضى فتحوّل مثلاً إلى مرض الأعصاب الباركنسون. من هنا يشير الباحثون إلى ضرورة الكشف عن هذا الاضطراب لدى المرضى الذين يعانون ارتفاع ضغط الدم، والذين يتخطون الـ 65 سنة، مرضى السكري، قصور الكلى. لذا يجب قياس ضغط الدم لدى الذين يتخطون الـ 65 سنة وهم واقفون، فالخطر الفوري لهبوط ضغط الدم الانتصابي هو الانخفاض، وكلّ شيء مماثل لهذا الأمر قد يكون إشارة لخطر الوفاة.
يعني هبوط ضغط الدم الانتصابي انخفاض ضغط الدم لأقلّ من 20 مم زئبق أو أقل من 10 مم زئبق وذلك بعد ثلاث دقائق من الوقوف. يعود سبب هذا الاضطراب للأدوية الخافضة للضغط والمؤثرات العقلية إضافة إلى الجفاف لدى المسنين. يعتبر، إذاً، هبوط ضغط الدم الانتصابي عارضاً للإصابة بمرض عصبي.