أكّد مصدر وزاري أن التصعيد الكلامي الذي شهدته جبهتيْ "المستقبل" و"حزب الله" في اليوميْن الأخيريْن، لم يكن سوى فقاعات كلامية لا علاقة لها بما يجري على أرض الواقع.
واعتبر المصدر، أن لا تيار "المستقبل" ولا "حزب الله" هم اليوم في وارد فرط عقد الحكومة التي تعتبر صمّام الأمان الوحيد لهذا البلد، لافتاً إلى أن الطرفيْن كذلك ليسا بغنى عن الحوار وهو بدوره صمّام الأمن وباب الأمل الوحيد المتبقّي لأبناء هذا البلد.
ورأى المصدر أن مبادرة "تيار المستقبل" إلى التصعيد في هذه المرحلة هدفها الأول والأخير هو شدّ عصب القاعدة الشعبية للتيار، التي أصابها الإحباط لأسباب عدّة، أولها التسريبات الإعلامية والأحاديث المتعددة عن انقسام في قيادة التيّار وتنافس سلبي بين صقورها، ناهيك عن أقاويل كثيرة انتشرت مؤخراً حول اشتداد الخلاف بين الرئيس فؤاد السنيورة والنائب بهية الحريري.
أما السبب الثاني، فهو استقواء فريق 8 آذار، وتحديداً "حزب الله" وحليفه الأول العماد ميشال عون، باللحظة العسكرية والسياسية الداعمة لخياره الاستراتيجي السياسي، واقتناع شريحة كبيرة من المواطنين بأن النصر بات حليف هذا الفريق عاجلاً أم آجلاً انسجاماً مع التسوية المقبلة على المنطقة!
في المقابل، اعتبر المصدر أن رئيس تكتل "الإصلاح والتغيير"، عندما بادر الى تعليق مشاركته في الحكومة إلى حين تعيين قائد للجيش، إنما أعطى الضوء الأخضر لتيار "المستقبل" لتفريغ ما في جعبته ضد هذه الحكومة، وكأنه كان ينتظر أن تأتي المبادرة من سواه حتّى يحقّق مراده بنسف الحكومة، دون أن يتوقّع ردّة الفعل السريعة هذه من "حزب الله". وإذ اعتبر أن ردّة فعل السيد حسن نصرالله لم تكن مفاجئة، لفت الى أنه من غير المنطقي فعلاً أن يتقاذف المسؤولون في هذه الحكومة كرة المسؤولية فيما بينهم وأن يتّهم كل منهم سواه بتعطيلها، فيما هم متوافقون فيما بينهم على هذا التعطيل!
وإذ رأى المصدر أن هذا الحال من التأزّم والأفق المسدود لم بعد بالإمكان تخطّيه دون عودة رئيس الوزراء الأسبق سعد الحريري الى لبنان للملمة شتات تيّاره المتهاوي، أكّد أن اتصالات كثيفة أجراها رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة تمام سلام منذ ليل الأحد الإثنين، بهدف إعادة تصويب البوصلة وتخفيف حدّة التشنّج الكلامي، متوقّعاً أن يعيد بيان كتلة المستقبل بعد اجتماعها الإسبوعي اليوم (الثلاثاء) الخطاب إلى اعتداله ونبرته الباهتة، خصوصاً بعد أن بيّنت الإتصالات أن رفع النبرة لن يقدّم ولن يؤخّر في المعادلة المحلّية الراسية على شاطئ التقاطعات الإقليمية والدولية بانتظار فرج التسوية الكبرى!
وعن مصير العمل الحكومي بعد فشل المساعي التي كانت جارية لعقد جلسة اليوم لبت آلية تنفيذ خطّة النفايات، أكّد المصدر أن لا أحد لديه مصلحة بفرط عقد المؤسسة الوحيدة المتبقية في هذه الدولة، كما لا مصلحة لأحد بكسر جرّة الحوار الى غير رجعة، ورأى أن الخطة سبق وحصلت على موافقة مجلس الوزراء في القرار الذي صدر فيها من قبل، لكنّها بحاجة لتوافق سياسي يكفي إعلانه لبدء تطبيقها، لافتاً إلى أن الأسوأ من غياب التوافق في هذه المرحلة هو اتّخاذ الحكومة رهينة في كل مرّة تعجز فيها الطبقة السياسية عن حل مسألة حياتية مهمّة يفترض أن لا تكون للسياسة النكديّة أية علاقة بها، داعياً جميع الفرقاء الى التحلي بالقدر الكافي من الوعي والمسؤولية الوطنية المطلوبة لهذه المرحلة، كي لا يذهب لبنان فرق عملة عندما تفتح فرصة التسويات الكبرى، ويحين موعد قطف الحلول.
المصدر :النهار الكويتية