خففت عودة رئيس مجلس النواب نبيه بري من جنيف امس ودخوله مباشرة على خط التهدئة بين "حزب الله" و"المستقبل" عبر الاتصال بالرئيس سعد الحريري من وطأة السجال بين الجانبين والذي بلغ ذروته في الخطاب الذي رد فيه امين عام الحزب السيد حسن نصرالله على كلام وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق وعلى تلويحه بخروج فريقه السياسي من الحكومة والحوار.
في المقابل لم يدع رئيس الحكومة تمام سلام الى جلسة للحكومة والتي تردد انها كانت ستكون اليوم ومخصصة لبحث ملف النفايات وخطة الحكومة التي يشرف على تنفيذها وزير الزراعة اكرم شهيب، ولا يوحي عدم الدعوة الى الجلسة الا بتأزم المشهد العام وانتظار تبريده بالوساطات السياسية والاتصالات حيث ان اقرب طاولة للحوار تنعقد الاسبوع المقبل.
واذا كان حوار حزب الله - المستقبل وحكومة سلام أبرز المواقع التي اصابتها السخونة السياسية، واضعة مصيرهما على المحك وخصوصا الحوار الذي يتعرض لانتكاسة هي الاولى من نوعها منذ انطلاقه، فان اوساطا نيابية توقعت ان يكون "الاشتباك" السياسي بين الجانبين على قاعدة "اشتدي يا أزمة، تنفرجي"، متوقعة أن "تساهم عودة الرئيس بري في تبريد الاحتدام، وارساء مناخات تنقذ الحوار كما الحكومة".
اما "المستقبل" وعشية اجتماع كتلته النيابية اليوم لتظهير الموقف من كلام نصرالله وتحديد مصيري الحكومة والحوار الثنائي، فأكد انه ليس في وارد مقاطعة الحكومة أو الحوار الاسلامي، بل يُتوقع ان يساهم "نداء" المشنوق التحذيري، في تفعيل عمل المؤسسات وتصويب بعض السلوكيات السياسية التعطيلية، وقالت مصادره ان رد نصرالله على كلام وزير الداخلية ، بتأكيده "اننا مع الحكومة والحوار ومن يريد الخروج منها الله معو"، يشكل نقطة ايجابية في هذا الاتجاه، لكن يبقى ان نرى كيف "سيُصرف" هذا الموقف.
وعاد الرئيس بري مساء امس الى بيروت بعد زيارة رسمية لرومانيا، التقى خلالها الرئيس الروماني ورئيسي مجلس النواب والشيوخ ورئيس الحكومة. وكانت له لقاءات متعددة. كما شارك في جنيف في الجمعية العامة الـ133 للاتحاد البرلماني الدولي وفي المؤتمر الطارىء للاتحاد البرلماني العربي الذي انتخبه رئيسا له للمرة الثانية بالاجماع.
من جهة ثانية ، يترأس بري في العاشرة والنصف قبل ظهر اليوم جلسة انتخاب هيئة مكتب المجلس ولجانه الدائمة (16) التي ستبقى كما هي من دون تغييرات.
في سياق آخر وبعد الاخذ والرد الذي طاله ، نفت مصادر فاتيكانية لـ"النشرة" نفيا قاطعا ما حكي عن "تقرير أسود" أعده أحد كبار كرادلة الفاتيكان قيل أنّه تضمن اجواء سوداوية عن اوضاع المسيحيين في لبنان والمنطقة والشغور الرئاسي ودور بكركي.