استقدمت روسيا حاملتي طائرات من البحر الأسود الى البحر الأبيض المتوسط وهي منذ زمن طويل تشتاق الى المياه الدافئة في البحر الأبيض المتوسط بعدما كان البحر الأبيض المتوسط يسيطر عليه الاسطول السادس المؤلف من 50 بارجة وحاملة طائرات، لكن روسيا جلبت حاملتي طائرات و15 بارجة حربية الى البحر الأبيض المتوسط.
والاهم من ذلك انها اخذت قاعدة جوية روسية في سوريا في مدينة اللاذقية، وقامت بتوسيع المطار وتوسيع القاعدة الجوية، واليوم تم الإعلان عن اغلاق القاعدة الجوية الروسية لمدة أسبوع، في اللاذقية والسبب ان الجيش الروسي الجوي قرر توسيع القاعدة لمسافة ومساحة 9 كلم مربّع، أي 9 مليون متر، وبذلك تكون القاعدة الجوية الروسية على البحر المتوسط اكبر قاعدة موجودة على الشاطئ تماما ذلك انه في تركيا قواعد اكبر وفي إسرائيل قواعد اكبر لكنها ليست على الشاطئ تماما كما هو حاصل في مطار اللاذقية الذي هو على الشاطئ تماما، وقرب القاعدة الجوية الروسية يجري بناء ميناء حربي لحاملات الطائرات والبوارج الحربية ومعنى ذلك ان روسيا باقية لمدة طويلة في البحر الأبيض المتوسط، بين حاملتي الطائرات و15 بارجة وبين القاعدة الجوية والميناء الحربي البحري،
وفي اثناء الأسبوع الذي سيتم فيه اغلاق القاعدة الجوية الروسية في اللاذقية ستقوم الطائرات الحربية الروسية من حاملات الطائرات بالقيام بالغارات الجوية على اهداف جيش الإسلام وجيش الفتح وجبهة النصرة واحرار الشام، إضافة الى الهجوم على داعش، وقد سجل الطيران الروسي رقما قياسيا في الغارات اذ انه نفذ في 10 أيام 620 غارة جوية على مراكز المنظمات التكفيرية الإرهابية، بينما خلال سنة و4 اشهر نفذت اميركا 5 الاف و440 غارة في العراق وسوريا ولم تتأثر داعش ولا المنظمات الإرهابية التفكيرية وهنا سر كبير حاول وزير خارجية اميركا جون كيري تفسيره بانهم لا يهدفون الى تدمير العراق وسوريا من خلال القصف بينما روسيا تضرب ولا تسأل عن التدمير، وقد رد الناطق العسكري الروسي بان روسيا في 620 غارة قامت بها لم تضرب الا مراكز عسكرية تابعة للمنظمات التكفيرية والارهابية ولم تضرب أي نقطة مدنية، وعلى كل حال هنالك سر غريب، كيف ان 68 دولة بقيادة اميركا هي تنظيم تحالف دولي لم تفعل شيئا خلال سنة و4 اشهر ضد المنظمات التكفيرية بينما روسيا بدأت غاراتها في 30 أيلول وحتى 12 أيلول كانت قد سجلت 620 غارة ودمرت مخازن أسلحة ومراكز وقلبت الموازين واصبح بشار الأسد يستطيع الهجوم بعدما كان في وضع الدفاع وسيطرة التكفيريين
واعلنت روسيا انها تلقت رسالة خطية من الأسد يطلب دعم روسيا لان النظام في خطر والدولة السورية في خطر امام التكفيريين وعلى هذا الأساس حصل التدخل الروسي لكن التدخل الروسي يبدو انه ليس مؤقتا بل ان بوتين قيصر روسيا الذي سيطر على شبه جزيرة القرم وعلى جنوب وشرق أوكرانيا ولم يسال عن اميركا وأوروبا يسيطر حاليا في الشرق الأوسط على سوريا ويأخذ فيها قاعدة جوية ومن المنتظر ان يبني قاعدة جوية ثانية هي مطار أبو الدهور في دير الزور بعد تحرير دير الزور من التكفيريين وهكذا يكون الطيران الروسي قد اقترب من مطار أبو الدهور في دير الزور من العراق وايران واسيا ويكون من خلال القاعدة الجوية في اللاذقية قد سيطر على شاطئ البحر الأبيض المتوسط باستثناء تركيا وإسرائيل لكنه سيكون الأقوى باستثناء إسرائيل فتركيا تخاف الجيش الروسي وتعرف ان الحرب مع الجيش الروسي سيكلفها ثمنا كبيرا اما إسرائيل فلا تبالي لانها تملك كل أنواع الأسلحة القادرة على الوقوف في وجه أسلحة روسيا ولديها طائرات كافية إضافة الى الصواريخ إضافة الى أمور كثيرة، لكن الحركة الجوية الإسرائيلية أصبحت محدودة ولم تعد روسيا قادرة على قصف سوريا واختراق الأجواء السورية مثل قبل في حين انه قبلا كانت الطائرات الإسرائيلية تغير على مناطق في سوريا تعتبر ان أسلحة جاءت من روسيا او من ايران وهي ذاهبة الى حزب الله وتقوم بتدميرها، اما اليوم فلا ندري ماذا ستفعل إسرائيل هل تخرق الأجواء السورية والطيران الروسي مسؤول عن الأجواء السورية، ام لا، لكن نعود للنقطة التي تحدثنا عنها وهي ان روسيا باقية لفترة طويلة في المنطقة من خلال توسيع القاعدة الجوية الروسية ومن خلال بناء ميناء بحري حربي كبير على شاطئ اللاذقية أيضا وهي اقامت اكثر من 1000 منزل جاهزة للتركيب حتى الان للضباط الطيارين وللمستشارين.
ويبدو انها ستقيم 1000 منزل جديد جاهز للتركيب لان العدد سيرتفع كما ان روسيا تحفر تحت الأرض وتبني مخازن أسلحة لذخيرة الطائرات ولذخيرة الصواريخ ولذخيرة البوارج البحرية وتحضّر نفسها كي تكون دائما على البحر الأبيض المتوسط. وسوريا لديها رغبة كبرى بوجود روسيا لان روسيا ضمانة لها بالنسبة لنظام واستمرار بشار الأسد في الحكم.
اما الاميركيون فبعد ان تصالحوا مع الإيرانيين وعقدوا الاتفاق النووي فانهم باقون في الخليج لان السعودية ودول الخليج تريد حماية اميركا لها لكن دول الخليج من ايران وتعتبر ان ايران خطرة عليها خاصة بوجود الأسلحة الصاروخية البالستية التي تملكها ايران والتي تستطيع الوصول الى اهداف حوالي 2500 كلم أي انها تصل الى أوروبا، ولذلك عندما زار محمد بن سلمان ابن الملك السعودي روسيا طلب منها منظومة صواريخ اس اس 400 القادرة على ردّ الصواريخ الإيرانية وحماية الأجواء السعودية والخليجية، الا ان روسيا رفضت بيع اس اس 400 ووافقت على اس اس 300 التي باعتها لإيران معتبرة روسيا ان اس اس 400 واس س 500 هما اسلحة استراتيجية لا يمكن بيعها للخارج لان فيها اهم تكنولوجيا روسية صنعتها في وجه الدرع الصاروخي الأميركي الذي جرى تركيبه في كل انحاء العالم وطالما ان اميركا ركبت الدرع الصاروخي واصبحت هي الأقوى في العالم من وراء الدرع فان روسيا ذهبت الى انشاء منظومة صواريخ اس اس 300 واس اس 400 واس اس 500 وهي منظومات صاروخية تستطيع تدمير أي صاروخ في الجو يتجه نحو بلد معين بنسبة 90 في المئة واكثر من ذلك.
ثم ان لدى روسيا صاروخاً اسمه إسكندر الشرير وهذا الصاروخ طلبت السعودية شراءه ليكون مقابل الصواريخ البالستية الإيرانية لكن روسيا استمهلت السعودية في بيعها صاروخ إسكندر الشرير كذلك استمهلت السعودية في بيعها منظومة اس اس 400. ولم يعد محمد بن سلمان مرتاحا من زيارته لروسيا. وقد طلب بوتين على أساس ان السعودية وروسيا تريد علاقة استراتيجية ان يستقبل محمد بن سلمان اللواء علي المملوك مدير المخابرات في سوريا ورغم العداء الكامل بين السعودية وسوريا لبى الطلب محمد بن سلمان واستقبل اللواء علي المملوك وبحث معه العلاقات السعودية السورية لكن دون نتيجة تذكر انما استطاعت المخابرات الروسية وصل الخيط بين المخابرات السورية والمخابرات السعودية وهي تتابع حاليا الان هذا الموضوع ولذلك السعودية لم تحتج على ارسال مصر أهمها صواريخ كاتيوشيا بمسافة 50 كلم أرسلتها مصر الى سوريا ولم تحتج السعودية ولذلك من اجل مسايرة روسيا وتحسين العلاقة معها لربما تحصل على منظومة صواريخ اس اس 400 وصواريخ إسكندر الشرير.
ويقال انه منذ 3 سنوات، دفعت السعودية وقطر مبلغ 400 مليار دولار لروسيا استثمارات ومساعدات مقابل ان تتخلى روسيا عن الرئيس بشار الأسد، فرفض بوتين العرض وقال انا لا اغير حلفائي بالاموال واذا كانت اميركا تغير بالأموال والمصالح والعملات والمبالغ الطائلة فانا ارفض ذلك ولدي حلف مع ايران ولدي حلف مع العراق ولدي حلف مع سوريا، ويعرف بوتين ان حلفه مع سوريا هو حلف مع حزب الله لذلك بات يعرف تماما ان الشاطئ اللبناني الذي طوله 220 كلم والشاطىء السوري الذي طوله 150 كلم باتا مفتوحين امام الطائرات والبوارج الروسية، لان حزب الله في الحكومة وبقوته العسكرية قادر على فرض تحالف بين لبنان وروسيا ولو رفض تيار المستقبل الحليف للسعودية هذا الامر. من هنا نستنتج ان روسيا باقية في البحر الأبيض المتوسط كذلك باقية في اسيا وعلى حدود العراق ايران في منطقة دير الزور وعلى حدود تركيا أيضا، ونستنتج في ذات الوقت ان اميركا باقية في الخليج بعدما خافت دول الخليج من ايران خاصة بعد رفع العقوبات عن ايران والسماح لإيران بتطوير صواريخها دون تخصيب نووي وايران لا تريد الان السلاح النووي لانه بعد 5 سنوات سيكون مسموحا لها تخصيب النووي بدلا من 3 في المئة مثل اليوم حاليا سيكون تخصيب النووي 21 في المئة وخلال سنة تستطيع ايران صنع قنبلة ذرية ولذلك سوف تنتظر 5 سنوات لصنع قنبلة ذرية لكن في هذا الوقع تحضر الصواريخ البالستية البعيدة المدى التي ستضرب فيها الأهداف التي تريد .
عرض السعودية وقطر على بوتين لم يمر، والان باتت مقتنعة السعودية ان التحالف مع روسيا هو اضمن من التحالف مع اميركا ولذلك توجهت نحو روسيا لشراء أسلحة وعقد صفقات استراتيجية كبرى، وطلبت شراء طائرة ميغ 35 ميغويان وهي احدث طائرة روسية تستطيع التصدي لاحدث طائرة أميركية من طراز اف 22.
يبقى ان ايران ستصبح دولة مالية قوية وستواجه الخليج عسكريا وماليا فالاستثمارات في ايران المعروضة من أوروبا ومن الصين ومن روسيا هي بحدود 2000 مليار دولار بعدما فتحت الأسواق الإيرانية امام الاستثمار في الصناعات والزراعة والتكنولوجيا وكل شيء في ايران، بعدما كانت مغلقة سابقا بسبب العقوبات وممنوع لاحد ان يبيع او يشتري من ايران أي غرض كذلك لم تكن تستطيع ايران شراء قطعة طيران من أوروبا او اميركا او من أي دولة لها علاقة بأوروبا او اميركا. ثم ان العجز في الموازنة السعودية هو 120 مليار دولار سنويا ولأول مرة وهي ثاني مرة في تاريخ السعودية تستدين السعودية من العالم سندات خزينة شهريا بقيمة 5,4 مليارات دولار وصندوق النقد الدولي قال ان لدى السعودية احتياط هو 600 مليار دولار وعجز الموازنة 120 دولار أي انها تستطيع الصمود 5 سنوات لكن الفرق بين ايران والسعودية ان السعودية سعّرت موازنتها على أساس سعر البرميل 72 دولاراً بينما ايران سعّرت سعر البرميل على أساس انه 40 دولاراً، ولذلك فان ايران تصرف 65 في المئة من مدخولها من خارج النفط، وتصرف من مدخول النفط 35 في المئة، بينما السعودية تصرف 70 في المئة من مدخول النفط وتصرف 30 في المئة من الصناعات والزراعات وغيرها أي انها بارتكازها على سعر النفط على ان البرميل سعره 72 دولاراً اوقعت موازنتها في مشكلة كبرى والان تريد اللحاق بايران بالأسلحة بحوالي 400 مليار دولار لتسليح السعودية كي تكون الدولة الأقوى في المنطقة.
لكن حرب اليمن لم تعط السعودية الحجم الحقيقي على انها القوى الكبرى في المنطقة وحتى الان لم تستطع القوات السعودية السيطرة على مأرب وعلى صنعاء عاصمة اليمن، فكيف تريد السعودية ان تواجه ايران وهي لم تستطع السيطرة على اليمن.
بالنتيجة ستبقى المنطقة العوبة بين يد روسيا وأميركا وعادت لعبة الجبارين الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة ولكن اليوم عادت الولايات المتحدة ضد الاتحاد الروسي، وهكذا امامنا حرب طويلة لن تحسم قبل مجيء رئيس جديد للجمهورية في اميركا وبعد ان يجلس على كرسي الحكم 6 اشهر كي يدرس كل ملفاته ويتفاوض مع روسيا وعندها يبدأ الحل الفعلي لحرب العراق وحرب سوريا وانهاء الوضع في لبنان ومعرفة ماذا سيحصل بين الخليج وايران، واهم نقطة كيفية حماية الخليج من السلاح الإيراني.