وضع أمين عام حزب الله السيّد حسن نصرالله في خطابه أمس الكرة في ملعب "المستقبل". إذا كان تيّار المستقبل يريد فرط الحكومة "فإننا لا نمانع، مع تمسّكنا بها"، لكن يبدو أن "المستقبل" يريد إعادة الكرة الى ملعب الحزب. تزامن ذلك مع كلامٍ عن "شتم" وصفعة" على لسان وزراء...
رصد "المستقبليون" بدقة خطاب نصرالله. هم يتّهمون السيد نصرالله بـ "ابتزاز اللبنانيين". ويشير أحدهم الى ان الحزب يستعمل العماد ميشال عون أداة في هذا الأمر، وفي ظل "الفيتو" الذي يضعه عون على اعمال الحكومة اليوم، مشترطاً تعيين قائد للجيش ومجلس عسكري أولاً، بات فريق "حزب الله" منقلباً عملياً على هذه الحكومة.
ويضيف: بعد أن مددنا اليد الى هذا الفريق مرات عدة، وطلبنا التقارب مع "حزب الله" في الحوار، جوبهنا بـ "حفلة تمنين" لنا بالقبول بنا شركاء في هذا الحوار، وكأن الحزب يقول لنا "أشكروا الله على عدم قتلنا لكم".
يضع هؤلاء "تصعيد" نصرالله في إطار الاستقواء بالتطورات السورية الأخيرة. هم يعتبرون أن الحزب غير مكترث بالمصالح اللبنانية وأولويته اليوم القتال في سوريا، وهو يريد تعطيل الحكومة، وعدم انتخاب رئيس للجمهورية، كما تعطيل المجلس النيابي، فكيف ستعمل الحكومة في ظل وضع هو أسوأ من ذلك الذي سيقوم في البلاد في ظل حكومة تصريف أعمال؟ لذا، فإن هؤلاء لا يتمسّكون بـ "حكومة لا قدرة لدينا على اتخاذ القرارات فيها".
ولا يقتصر اعتراض "المستقبليين" على مضمون ما جاء في كلام نصرالله، إذ إنهم يصبّون جام غضبهم أيضاً على الكلام الذي خرج به الحاج حسن في رده على المشنوق، واضعين هذا الكلام في إطار "الشتائم" بحق المشنوق.
ويذكر بعض "المستقبليين" بالاعتراض الذي برز في صفوف التيار على أصل الحوار مع "حزب الله"، مشيرين إلى أن المشنوق كان يناشد هؤلاء بعدم استباق الأمور، وكان يؤيد هذا الحوار ويأمل تحقيق خروق فيه.
وكان من اللافت للنظر في الفترة الأخيرة تركيز "المستقبل" على ما يصفونه بـ "التجاوزات" الأمنية في منطقة البقاع، والتي يقولون إنها تأتي بسبب الاستقواء بـ "السلاح غير الشرعي". ورداً على تأكيد نصر الله على دعوة الأجهزة الأمنية للقيام بواجباتها، رافضاً التدخل على الأرض لاعتقال الناس وتوقيفهم، يستذكر "المستقبليون" ما يقولون إنها محاولات جرت في الماضي لتوقيف مطلوبين، حال الحزب دون أن تحصل. "الحزب مُحرَج، الخطة الأمنية حققت النجاح في مناطقنا، لكنها باءت بالفشل في مناطقه بفعل حماية المطلوبين للدولة اللبنانية".
ويشير هؤلاء "المستقبليون" إلى أن القيادات "المستقبلية" ستدخل في بحث عميق في المقبل من الأيام، لتقييم ما أسفر عنه الحوار مع "حزب الله"، وسيكون خيار الخروج من هذا الحوار مطروحاً على الطاولة.
على أن "المستقبليين" يُعيدون رمي الكرة في ملعب الحزب عبر دعوته الى القيام بخطوة للتقارب مع التيار، من شأنها ترميم ما انكسر أخيراً.
على أن التوصيف الأفضل بالنسبة إلى "المستقبليين" حول الحكومة، استعمله وزير العدل أشرف ريفي بوصف حالها بـ "الموت السريري". ريفي لا يكترث لمعركة الترقيات التي "انتهت بتوجيه صفعة كبيرة" لعون و"حزب الله"، كما يقول، معتبراً أن "حزب الله" هو "كذبة كبيرة"!