من هو هذا العجوز الذي يستلقي على كرسيه المتحرك في تلك النقطة  ، سؤال لا بد أن يطرحه كل مارّ من هناك ، لا سيما وأنّ تواجده حسبما قال ناشرو الصورة يحصر بأوقات "الليل" حتى بداية الصباح ...

كما وعلّق أحدهم قائلاً أن أحد أفراد عائلته يقوم بالتسوّل عليه ويجلس بالجهة المقابلة له ، وأنّه لا يقبل مساعدة من أحد بل يكتفي بأخذ ما به النصيب !

 

العجوز "المنكسر" كما تعكسه الصورة هو حالة من كثر في لبنان ، غير أنّ القصص التي تختبئ هي وحدها من تتغير ، فليس بالضرورة أن يكون "العم" فقيراً أو مشرداً ، بل ربما هو ضحية أولاد لم يضمر بهم لا تربية ولا تعب ، أو لربما هو (مقطوع من شجرة) ، كبر به العمر ولم يعد يقوى على إعالة نفسه أو دفع إيجار بيته ، فأصبح رهيناً للشارع عبداً لعصابات تستغله لاسيما وأنّه مقعد ...

هؤلاء ، ممّن تقدم بهم العمر لا يجوز أن يصبحوا طعاماً للأرصفة ولنظرات المارة المتأرجحة ما بين شفقة وإشمئزاز !

فهذا العجوز قد يكون أحد الجنود المتقاعدين من الجيش ولعله أصيب في إحدى الحروب الكثيرة التي حلّت على لبنان فأصبح جرّاء ذلك مقعداً ، أو ربما من ضحايا مسلسل التفجيرات الذي خيّم علينا وفقد عمله إذ أصيب بعجز !

هذا العجوز قد يكون أبي ، وأب أي واحد منا ، وقد نكون نحن مكانه مهما بلغ شأننا وقدرنا .

 

هنا علينا أن نقف ونسأل ، من يحمي كِبرنا وعجزنا ، ومن يضمن لنا شيخوخة كريمة لا ترمى على الطرقات ، ومن يصن كرامة الشيب برؤوسنا ...

للأسف في لبنان لا ضمانات ، لا شيخوخة ولا صحة ولا حماية من التشرد ، فهذا العم هو الصورة المستقبلية لكل لبناني قد يعصف به القدر ، وهو المصير الذي يمكن أن نلاقيه إن لم تتوفر لنا مظلة أمان مقوننة !