يجمع العلماء والمفكرون وقرّاء العزاء على أنّ العنوان الأساسي لثورة الإمام الحسين عليه السلام : الثورة على الفساد وإصلاح الأمة والدفاع عن مبادئ الإسلام الحقيقية .
ومن هذه المبادئ الأساسية : حماية المجال العام ومصالح الناس وعدم الإعتداء المباشر أو غير المباشر على الناس أو الإساءة لهم في منازلهم وأماكن عملهم وإقامتهم .
لكن للأسف فإنّ بعض الذين يدّعون حب الإمام الحسين عليه السلام ونشر الأهداف والشعارات التي رفعها ، يقومون بممارسات تخالف هذه الأهداف والشعارات سواء على الصعيد السياسي أو الإجتماعي أو الإقتصادي أو المالي أو الفكري .
وبعض هؤلاء يقومون بسرقة المال العام أو يسيطرون على المشاعات أو يخدعون الناس أو يغطون الفساد القائم وهناك نماذج عديدة في معظم بلادنا العربية والإسلامية وخصوصاً في البلاد التي يتم فيها إحياء عاشوراء وأربعين الإمام الحسين بشكل شعبي وكبير .
وهناك نماذج عديدة من الإساءة لثورة الإمام الحسين وشعاراته وأهدافه ومنها على سبيل المثال لا الحصر، أولئك الشباب الذين يدّعون حب الإمام الحسين ويقومون بوضع الندبيات والأناشيد الحسينية ومجالس العزاء في سياراتهم ومن ثم ينطلقون إلى الشوارع ويرفعون أصوات الميكروفونات كي يسمعوا كل الناس بالقوة ، وهناك أشخاص آخرون يحتلون الأماكن العامة بدون إذن الناس أو البلديات لإقامة الخيم الصغيرة أو الكبيرة ويقومون إما ببيع الأشرطة والأناشيد أو المياه أو يقومون بتوزيع (الحلو والبسكوت والراحة) ويرفعون أصوات الميكروفونات وهم يدعون حب الحسين لكنهم يزعجون الناس ولا يأخذون الإذن بإقامة هذه الخيم .
وهناك أشخاص يقومون بالمسيرات السيّارة أو عبر الدراجات النارية في إمكان إسلامية مشتركة أو في أماكن عامة فيها تنوع ديني وطائفي ويرفعون أصوات الميكروفونات ويطلقون الشعارات المسيئة أو الإستفزازية ، وقد بدأ بعضهم بنشر شعار : أنا رافضي وذلك لتأكيد هويته وأنّه يحب أهل البيت ، مع العلم أنّ أهل البيت والأئمة وعلماء الإمامية عملوا طوال الفترة الماضية لنفي صفة الرافضية عن اتباع أهل البيت واعتماد مصطلح الإمامية الإثني عشرية أو اتباع المذهب الجعفري أو محبو أهل البيت أو المسلمون الشيعة .
فهل بالقيام بالأعمال المسيئة لأهل البيت والإمام الحسين وازعاج الناس نحيي عاشوراء والثورة الحسينية ونواجه الفساد وننشر الإصلاح .
إذا أردنا إحياء عاشوراء بشكل صحيح فعلينا أن نلتزم بأخلاق أهل البيت وبالتوصيات التي أوصونا بها : كونوا زيناً لنا ولا تكون شيئاً علينا ، وعاملوا الناس معاملة إن غبتم عنهم حنوا اليكم وإن متم بكوا عليكم.
والسلام على الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى الشهداء مع الحسين .