الإرهاب، اللاجئون، القضية الفلسطينية، الازمة السورية.. ملفات فرضت إيقاعها على الدورة الـ133 للاتحاد البرلماني الدولي في جنيف، والاجتماعات الجانبية، فيما أطلق لبنان عبر الرئيس نبيه بري صرخة في وادي ملف اللاجئين السوريين الذي اقتحم المؤتمر، على أمل ان يبلغ صداها مراكز القرار الدولية، عبر الوفود المشاركة، فأكد أن الحل السياسي هو الذي يمنع أو يخفف وصول اللاجئين إلى شواطئ أوروبا، "أما إذا بقي الوضع هكذا، فسيذوب الاعتدال وسيقابل التطرفَ الاسلاميِّ تطرفٌ مسيحيٌّ في أوروبا، وكلاهما لا علاقة له بالدين، سواء الاسلامي او المسيحي".

 

وبرغم زحمة القضايا الساخنة، استطاع لبنان أن ينتزع رئاسة الاتحاد البرلماني العربي التي آلت إلى بري، بعد مشاورات جانبية أثمرت توافقاً على انتخابه لهذا الموقع، على أن يباشر في مهامه الجديدة ابتداء من 31 آذار المقبل.

 

وقد سمح هذا الاتفاق بنزع فتيل كلمة قاسية، كان بري بصدد إلقائها خلال الدورة الطارئة للاتحاد البرلماني العربي في جنيف، تعبيراً عن انزعاجه من عدم عقد الاتحاد اجتماعه في بيروت في نيسان الماضي، وفق ما كان متفقا عليه، وذلك لاسباب أمنية لم تقنع، في حينه بري، الذي يعتبر ان الوضع الامني في لبنان هو الافضل قياساً إلى الاضطرابات التي يعاني منها العالم العربي.

 

وإذا كان يُعرف عن بري تخصصه في "إخراج الارانب" من "كمه السياسي" في لبنان، فهو نقل خبرته إلى الاجتماعات البرلمانية العربية والاسلامية التي عقدت في جنيف، حيث استطاع ان يؤدي دورا توفيقيا بين المطالب المتباينة.

 

وحضرت "انتفاضة السكاكين" الفلسطينية في الاجتماعات التحضيرية التي عقدها الاتحاد البرلماني العربي وممثلو البرلمانات الاسلامية، كما في اللقاءات الجانبية التي تمت بين بري وعدد من رؤساء الوفود.

 

وكانت لافتة للانتباه مشاركة النائبة عن القدس في المجلس التشريعي الفلسطيني جهاد أبو زنيد، التي أصرت على تجاوز الحواجز والمضايقات الاسرائيلية للانضمام الى الوفد الفلسطيني في اجتماع الاتحاد البرلماني الدولي في جنيف. وروت أبو زنيد بعض مشاهداتها الحية حول مواجهات الارض المحتلة، خصوصا في مدينة القدس، مؤكدة لـ"السفير" ان انتفاضة السكاكين لم تحصل بقرار سياسي، بل هي وليدة مبادرات شخصية لشبان فلسطينيين قرروا من تلقاء أنفسهم ان يثوروا على الاحتلال الاسرائيلي بعدما أصبح الوضع، في ظله، لا يطاق ولا يُحتمل.

 

ومن الانجازات التي حققتها "معركة السكاكين" انها أوجدت على سبيل المثال قاسما مشتركا نادراً، في هذه الايام، بين رئيسَي الوفدين السوري والسعودي اللذين تجاورا "مكانياً" في قاعة اجتماع الاتحاد البرلماني العربي وتقاطعا في كلمتيهما عند التنديد بالاعتداءات الاسرائيلية ودعم الشعب الفلسطيني، شأنهما شأن جميع المتكلمين من ممثلي البرلمانات العربية والاسلامية.

 

وفيما أكد بري ان مخزون انتصارنا يكمن في وحدتنا، وعندما تفرق الفلسطينيون والعرب خسرنا كثيرا في فلسطين، دعا رئيس مجلس الامة الكويتي مرزوق الغانم الى العمل من اجل طرد اسرائيل من الاتحاد البرلماني الدولي.

 

صرخة بري

وكان الاتحاد البرلماني الدولي قد افتتح أمس اعماله في قصر المؤتمرات التابع للامم المتحدة في جنيف، حيث حضر بري على رأس وفد ضم النواب ياسين جابر وجيلبرت زوين وباسم الشاب والامين العام للشؤون الخارجية في المجلس بلال شرارة وعدد من المستشارين ووفد اعلامي.

 

وفي كلمته، عرض بري بالأرقام أوضاع اللاجئين السوريين الى لبنان وما يرتب ذلك من أعباء كبيرة على لبنان، واعتبر ان هناك أولوية للحل السياسي في سوريا، وقال: "يوجد حل سياسي ولدينا المثال الرائع الذي نعيشه حاليا في الحل الذي توصلت اليه الـ5+1 مع الجمهورية الاسلامية الايرانية، فلماذا لا يكون الحل الآن في سوريا وفي اكثر من بلد عربي وشرق اوسطي بـ6+1"؟ وأكد ان الحرب ضد الارهاب تخفف من اللاجئين، وتحافظ على الشرق الاوسط، واحة للحضارات ومأمناً للاقليات.

 

وعقد بري اجتماعا مع نظيره الارميني غالوست ساهاكيان، الذي وجه إليه دعوة رسمية لزيارة ارمينيا، فرحب بري بها، موجها اليه دعوة مماثلة.

 

وتلقى بري اتصالا من الرئيس سعد الحريري الذي هنأه بانتخابه رئيسا للاتحاد البرلماني العربي.