هال الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله، أن يقال بعض الحقيقة في ذكرى إغتيال اللواء الشهيد وسام الحسن.
وسام الحسن الذي كشف حقيقة هوية قتلة الرئيس الشهيد رفيق الحريري. فاستغل السيد نصرالله ذكرى أسبوع أحد كوادره، الذي قتل في سوريا، ليرد على ما قاله وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، دون أن يسميه.
لكن يبدو أن الأمين العام لـ”حزب الله” ظن ربط النزاع على القضايا الخلافية الذي أعلنه الرئيس سعد الحريري، يعني التغطية على ما يقوم به “حزب الله” سواء في الداخل أو الخارج. لكن ربط النزاع لا يعني، بالتأكيد، منح صك براءة لمشاركة “حزب الله” في قتل الشعب السوري ولا لتغطية سلاحه غير الشرعي المتفلت في سرايا الفتنة، ولا في حماية القتلة والمجرمين ومن بينهم المتهمون باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه.
واعتراف السيد حسن نصرالله، وإقراره بالأداء المتعثر للحكومة هو نصف الحقيقة، أما النصف الثاني من الحقيقة فهو أن حزبه، بالتضامن والتكافل مع حليفه “التيار الوطني الحر”، هما سبب هذا الأداء المتعثر، سواء في مقاطعة جلسات الحكومة أو في عدم التوقيع على المراسيم أو في المحاولات المستمرة لفرض جدول أعمال على رئيس هذه الحكومة.
يعترف نصرالله أن الحوار مع “تيار المستقبل” لم يحقق نتائج ملموسة، ويغيب عن قصد أهم موضوع، وهو سرايا الفتنة التي أنشأها حزبه ويمولها ويدربها في مناطق معينة لإثارة الفتنة.
أما عن “تربيح” اللبنانيين جميل التحرير في العام 2000، فالحقيقة أن هذا الانجاز يسجل لجميع اللبنانيين دون استثناء. مع العلم أن المقاومة ضد المحتل الاسرائيلي بدأت قبل ولادة “حزب الله” بعقود، وانطلقت من بيروت في 1982، قبل ولادة “حزب الله” بثلاث سنوات.
وفي موضوع الابتزاز، فكلمة حق تقال أن من يبتز اللبنانيين هو من يمنع إنتخاب رئيس للجمهورية عبر تعطيل النصاب في مجلس النواب، وهو من يعرقل عمل الحكومة حتى في معالجلة مشكلة النفايات، وهو من يضرب الدولة وهيبتها ومؤسساتها الشرعية، لا سيما الجيش وقوى الأمن، بسلاحه غير الشرعي، وبمربعاته الأمنية، وبربط مصير لبنان واللبنانيين بمصالح إيران وملفها النووي ونفوذها الاقليمي.
نصل إلى قصة البقاع، حيث حدث ولا حرج. فهنا يبرز دفاع أمين عام “حزب الله” عن المجرمين المطلوبين للقضاء سواء بتهمة السرقة أو القتل أو تجارة المخدرات. فهل هؤلاء هم أبناء العشائر كما قال السيد؟ حاشا أن يقال عن أبناء العشائر مجرمين يا سيد حسن. المجرمون ليسوا أبناء أحد. وما شهدناه في بعلبك أن أبناء العشائر هم من طالب الدولة ببسط سلطتها. وليس خافيا أنه من دون تغطية “حزب الله” لا يمكن توقيف أحد في أي قرية بقاعية أو بعلبكية. ولا بد من تذكير نصرالله بأن المطلوب بعشرات الجرائم، نوح زعيتر، كان يتفقد مواقع “حزب الله”، ويقضي النهارات مع مقاتليه. فهل يمكن لأجهزة الدولة توقيف نوح دون تغطية “حزب الله”؟ فكيف إذا كان نوح و”حزب الله” في خندق واحد؟