بالعنف والتهديد، أجبر سائق باص مدرسة أحد التلامذة على ارتكاب أفعال منافية للحشمة معه، ولم يكتف بالمداعبات بل عمد إلى الإعتداء جنسياً على التلميذ بعدما ركن الباص في بناء مهجور. ولمّا انتهى من فعلته أوصل الفتى إلى منزله وكأنّ شيئاً لم يكن، مهدّداً إيّاه فيما لو أخبر أحد أقربائه بالأمر.
نزل الفتى "ع" (13 عاماً) صباحاً من منزله لينتظر كالعادة باص المدرسة، من دون أن يعرف أنّ هذا اليوم سيكون اليوم الأخير من أيّام الطفولة وسيتعرّف على همجية عالم الكبار.. عالمٌ يتمناه عادة كلّ مراهق في مثل عمره.
فرضت ظروف "ع" المأسوية أن ينتقل مع عمّه إلى لبنان بعدما فقد والديه في الأحداث السوريّة، لينتسب إلى إحدى المدارس الكائنة في جبل لبنان كما شاء حظّه العاثر أن يكون واحداً من الأطفال الذين يقلّهم "خ.ع" من منزله إلى المدرسة وبالعكس.
ومساء يوم مدرسي طويل، وبعدما أنهى التلميذ المجتهد يومه الدراسي، استقل الباص كالعادة ليعود إلى بيته، إلّا أنّ السائق والذي يعرف جيّداً الوضع الإجتماعي للتلميذ كونه من النازحين السوريين ويتيم الأب والأم، عمد إلى إيصال جميع الطلاب باستثناء الطفل"ع"، وفي الطريق أجبره على ممارسة أفعال منافية للحشمة معه أثناء القيادة ثمّ ركن الباص في بناء مهجور واعتدى جنسيّاً على الفتى المذعور، ليلبس بعدها ثيابه وينطلق بالباص ويوصل التلميذ إلى منزله مهدّداً بإيذائه في حال أخبر أحداً بالأمر. لكنّ القاصر ما إن فتح باب البيت، حتى ارتمى بأحضان عمّه باكيّاً وأخبره بما حلّ به فسارع الأخير إلى تقديم شكوى بحق السائق فتمّ توقيفه على الفور.
قاضي التحقيق في جبل لبنان محمد بدران، استجوب السائق الذي نفى صحة ما أُسند إليه رغم مواجهته بالقاصر الذي أصرّ على الوقائع المذكورة، وأصدر قراره الظنّي في القضية فطلب عقوبة الأشغال الشاقة ست سنوات على الأقل للمدعى عليه وأحاله للمحاكمة أمام محكمة الجنايات سنداً للمادة 507 من قانون العقوبات.