"يلّي طيلع الحمار عالميدنة ينزّلو".. هكذا يقول المثل، ففي ليلة وضحاها تخرج أبواق من هنا وهناك لا أصل لها ولا فصل، لتدعي النزاهة والبراءة، فتضلّل الرأي العام وتحاول جاهدة اللعب على وتر الاعلام، الوسيلة الاسرع الى المواطن، والمصيبة الاكبر في ان يشاركها هذا الاعلام في سبّ زميل له، دون الرجوع اليه أو حتى الاستيضاح منه.
بالامس أتحفنا ثلاثة أشخاص ممن يدّعون أنهم من الحراك المدني ولو كانوا منه لادركوا ان تسمية الحراك المدني قد استبدلت بالحراك الشعبي، ببيان نشرته الوكالة الوطنية للاعلام، ينفون من خلاله ما أورده موقع "ليبانون ديبايت" من أن تكون التظاهرة التي كانوا قد دعوا اليها لدعم وزير التربية الياس بو صعب ورفضا لشعار "كلن يعني كلن"، بأمر منه ومباركته وأن يكون لموظفي الوزارة علاقة بهذا الشأن، ثم ما جرى من بلبلة بسبب الغاء هذه التظاهرة، حيث قال الناشطون، وهم غوى أشقر وخليل مرداس وزينة س. عطية، أن" هذا التحرك كان بمبادرة فردية منا ولا علاقة لوزارة التربية به لا من قريب ولا من بعيد. وإن كل ما ورد في المقالين المنشورين على موقع ليبانون ديبايت هو محض افتراء وكذب"، خاتمين بيانهم بالقول " وأمام هذا المثال الحي الذي اختبرناه بأنفسنا نعطي موقع ليبانون ديبايت شهادة بالكذب والتلفيق والإنحدار بمستوى الإعلام".
الكلام سهل، ولكن من يملك البرهان لا حجة عليه، لنعد بالذاكرة الى الوراء. من هم هؤلاء الناشطون؟ ومن هو بالتحديد خليل مرداس؟
هي جوجلة بسيطة على مواقع التواصل الاجتماعي كفيلة بتبيان المستور، وما خفي بان بأنه أعظم، فهؤلاء الناشطون وبحسب صورهم المنشورة ونشاطهم على "فيسبوك"، هم من المقربين الى الوزير بو صعب، وقد تبين جليا تواجد مرداس واشقر في وزارة التربية في 13 تشرين الاول 2015 الساعة 12:20 ظهراً وقد التقطت اشقر صورة لها مع بو صعب في مكتبه في وزارة التربية ونشرتها على حسابها على موقع فيسبوك وعاود مرداس زيارة الوزارة في 15 تشرين الاول 2015. كما انه من الواضح أن مرداس يدين للوزير بخدمات، وكيف لا وقد ساهم الوزير بدفع تكاليف عملية جراحية لشقيقه الذي كان يصارع الموت، ثم قام بتعيين قريبه ريبال مرداس في مدرسة المتين الرسمية منذ بضعة أيام، اليست الحياة "أخذ وعطاء"؟
فهل كل هذا يجري والوزير نائم دون أن يعلم ما يتم التحضير له لنصرته من تهمة "كلن يعني كلن"؟
كما ليس بالامر الغريب أيضا، أن يكون مرداس نفسه منتميا الى الحزب القومي السوري الاجتماعي، الحزب الذي يهواه أيضا الوزير المحبب الى قلب خليل.
أوَلا تكفي تلك الحقائق يا من تدعون صفة ناشطون، لاثبات ما ذكره موقع "ليبانون ديبايت" ؟ ولكن الحق يقال.. ففاقد الشيء لا يعطيه، وأنتم لم تملكوا الادلة لدحض ما كتب، فما كان امامكم سوى الشتم والذم، لسان حال من فرغ من برهانه وامتلأ حقدا وفقد بصيرته بسبب وظيفة هنا ومحسوبيات حزبية هناك.
أما انتم جانب الاعلام الموقّر في الوكالة الوطنية، كيف سمحتم لأنفسكم بنشر بيان لأشخاص لا صفة لهم يذّمون بواستطه وسيلة اعلامية لها اسمها ومكانتها، دون الرجوع الى صاحب الشأن والاستيضاح منه .وامام كل ذلك، ولاننا لا نواجه الا بالدليل والبرهان، سيكون القانون دائما ملجأنا، وبناء عليه سنرفع كتاب الى وزير الاعلام رمزي جريج لوضعه في صورة ما حدث، وسنتقدم بشكوى قضائية بحق الوكالة الوطنية للاعلام ومديرتها، وليحكم القانون بيننا.
لن نلجأ الى أسلوبكم، فمن يملك الحجة فليأتنا بها.. ولكننا لا بد في الختام من تذكيركم بأن ما وزعتموه في أروقة وزارة التربية من قبعات تحضيرا للتظاهرة، خير شهادة على ما نقول.
ليبانون ديبايت