على رغم التطور الذي يسجله الطب الحديث بكل فروعه، هناك من يؤمن بفعالية الطب البديل أو الطبيعي، ومنه علاج الوخز بالإبر، الذي هو إحدى الطرق في العلاج الصيني التقليدي التي تستعمل لتخفيف الآلام وبعض الأمراض المتنوعة من خلال إدخال الإبر في مناطق معينة من الجسم.
هذا النوع من العلاج لا يزال يثير الجدل بين الباحثين في مجال الطب الحديث، بحيث يرى بعض العلماء أن فعالية العلاج بالوخز تعود إلى التأثير الوهمي على المريض، في حين ترى دراسات أخرى نجاحه في حالات معينة، مع الإشارة الى أن منظمة الصحة العالمية أقرت بأن استخدام الوخز بالإبر فعال لمعالجة 28 حالة مرضية، وهناك توافق بشكل عام على أن الوخز بالإبر هو علاج آمن في حال قام به مدربون متمرسون يعرفون كيفية استخدام الإبر المعقمة.
أقدم نص متاح عن الوخز بالإبر هو قانون الأمراض الباطنية للامبراطور الأصفر، والذي يشير إلى أن هذه التقنية قد نشأت في الصين في العصر الحجري، أي قبل نحو 3000 سنة قبل الميلاد. وتقول الفلسفة الصينية في هذا المجال إن الوخز بالابر يؤثر على قوة الحياة لدى الأفراد وعلى قنوات الطاقة التي تدور في الجسم، بحيث يدخل الواخز الابرة في مناطق هذه القنوات والأماكن المؤلمة في الجسم.
تتم هذه التقنية من خلال إبر رفيعة جداً تغرس لعلاج بعض الأمراض أو حتى الوقاية منها، والعلاج هو عبارة عن طريقة مسالمة وطبيعية تطال أماكن الاختلال في الجسم، بحيث يشمل جميع الجوانب سواء أكانت بدنية أو عقلية أو عاطفية، والإبر المستخدمة دقيقة جداً وتختلف عن الإبر المستخدمة في الطب الحديث، بحيث لا يتجاوز حجمها حجم شعرة وهي غير مؤلمة وتستخدم لمرة واحدة وهي مصنوعة من الستانلس.
يعتقد الصينيون أن الإبر تعيد التوازن إلى الجسم بعد اختلال في مسارات الطاقة لأسباب غير محددة. في البدء كان هناك نحو 365 نقطة متفرقة في الجسم لغرز الابر، لكن عدد هذه النقاط زاد كثيراً مع تطور العلاج.
تطول لائحة الأمراض التي تعالج بالوخز بالإبر وأبرزها: الشلل، الشلل النصفي ومضاعفاته، الجلطة المكتسبة (أي فقدان القدرة على الكلام)، الانزلاق الغضروفي، التهاب عرق النسا، الروماتيزم على أنواعه، التهاب المفاصل، الآم الظهر والرقبة، الآلام الحادة والمزمنة، السمنة والنحافة، الإمساك والإسهال، الصداع والصداع النصفي وداء الشقيقة، التهاب الجيوب الأنفية، القلق والأرق والاكتئاب النفسي، الحساسية، السكري، أمراض الجهاز البولي والهضمي، الضعف الجنسي، ألم الأسنان، غثيان العلاج الكيميائي، أمراض الأذن والعين، ارتفاع وانخفاض ضغط الدم، فقدان التوازن، نزلات البرد والانفلونزا والأمراض الصدرية، الباركنسون، تقوية وتنشيط الجهاز المناعي، فقدان الشهية، الاقلاع عن المخدرات، انتفاخ البطن، حساسية الجيوب الأنفية، التهاب الأوتار الصوتية، اضطرابات الوظائف المعوية (غثيان، قيء، وحموضة)، متلازمات سرطان عنق الرحم، العمود الفقري، الآم الحيض، الدوار وطنين الأذن، التشنجات العضلية، التصلب اللويحي، الأمراض الجلدية، نزيف ما بعد الولادة والكدمات.
يتضمن الوخز بالإبر سلسلة علاجات أسبوعية أو نصف شهرية، ومن الشائع الحصول على 12 جلسة معالجة تتراوح مدة كل جلسة منها بين 30 و60 دقيقة.
(24)