لم يتوفّر المزيد من القماش لدى المصمّم الخاصّ بي، لذا اضطُررت أن أرتدي، رغماً عن إرادتي ورغبتي، فستاناً يكشف الجزء الأكبر من مفاتن جسدي. أقسم بأغلى ما لديّ أنّني أرتديتُ ما ارتديته قسراً.. (وما أدراكم ما أغلى ما لديها؟). فشحُّ القماش استدرَجَني، غلبني، أوقعَني في فخّه"!
ليس بعيداً أن تتفوّه بعض النجمات العربيات بهذه الكلمات إن سئلت عن الدوافع التي تلازم تفكيرها دائماً على الظهور بأعلى درجات العُريّ...
مسكينة هي هذه النجمة، كائنةً مَن كانت. مسكينةٌ. فهي تتخبّط مع سذاجتها التي تقنع بعض الناس بها على أنها دهاءٌ، دهاء لا يملكه أحد سواها... تنسى النجمة نفسها، بل تتناسى أنّ "نجوميّتها" التي صنعتها "بيدها" من عريّها ليست سوى نجوميّة مضلّلة، "خرساء".
هي تدرك جيداً أنها "خلوقة" في إتقان فنّ تعمّد إثارة الجدل من خلال الجلسات التصويرية "الهادفة" التي تخضع لها بين فترة وأخرى وعبر الـCadre أو الحلّة التي تطلب من مخرج أغنياتها المصوّرة أن يظهرها بها. وهي في أقصى درجات وعيها أنه باستطاعتها أن "تُسْكِر" بعريّها "الفتّاك" عدداً كبيراً من الناس متى يحلو لها وأينما يحلو لها. هي تظنّ نفسها أنها ملكة في النجومية المطلقة، لكنّه يغفل عنها أن النجومية ليست حكراً على العريّ، وأن الأخير ليس بالضرورة المحرّك الرئيس لها.
هي، مثلما تحتاج إلى المزيد من القماش، تحتاج أيضاً وبدون شكّ، إلى المزيد من الاستيعاب أن النجومية "تُحاك" بالاختيارات الفنية السليمة والصائبة و"النظيفة"، بالإحساس المرهف والروح الجميلة اللذين تفتقد لهما ربّما، وأنها تُصنع تبعاً لمفهوم معنويّ ولقيم سامية. إلا أنها تصرّ على إلصاق حججها بأهداف استعراضيّة، وهنا تكمن مشكلتها في فهمها الخاطئ لنهج الاستعراض الفني.
يبقى أنّ هناك من الفنانات مَن تمكنّ من تحقيق نجومية ونجاح كبير وانتشار واسع بلا تعرٍ، من دون تنازلات تُطرَح التساؤلات بشأنها وبلا اعتماد نهج الشائعات. ورغم هذا الأمر لم يخسرْنَ أبداً مفاتنهنّ الجميلة ولا حتى أنوثتهنّ...