إنها ليلة رومانسية في باريس. تستلقي مع شريكك على فراش مريح بينما يحيط بكما سواد دامس تكسره أنوار الشموع. إنها غرفة معزولة عن العالم، حيث الهدوء الكامل، ولا يمكن الاتصال بشبكة انترنت ولا الهاتف المتحرك. لا يوجد أحد ليشاطركما هذه اللحظة.. سوى الهياكل العظمية المكدسة لمئات آلاف الباريسيين. لا داعي للقلق. فموقع "Airbnb"، الذي جهز لكما الغرفة، حرص على أن تلاقي جميع معايير الأمان. وتأكد أن ما من أحد سيزعجكما. إذ ستكونان تحت الأرض بـ 20 متراً، حيث لن يستطيع أحد أن يسمعكما مهما عَلا الصراخ... لليلة واحدة، يقدم الموقع فرصة لشخصين شجاعين لقضاء ليلة عيد القديسين، والمعروف بالـ"هالوين"، في سراديب باريس، التي تجمع الهايكل العظمية لستة ملايين باريسي. وستتاح لهما فرصة أن يكونا أول شخصين، على قيد الحياة على الأقل، لقضاء اللية هناك. وتعود هذه السراديب إلى القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، عندما تم نقل الرفاة والهياكل العظمية لموتى باريس لتحت الأرض، بسبب تفشي الأمراض بسبب المقابر الموجودة بين المدن.
وستكون "الغرفة" مجهزة بجميع متطلبات الراحة، مثل سرير وتسريحة التزيين وطاولة طعام. كما سيقوم "النزيلان" برحلة حول السراديب برفقة مرشد سياحي، كما سيقوم راو خاص بقص بعض القصص المخيفة لهما قبل النوم. ويتضمن العرض وجبات طعام "مميزة". ويتوجب على النزيلين الامتناع عن التجول في السراديب، وعدم "اللحاق بالأشباح".
ومن أشهر الأشخاص الذين دفنوا في السرداب الأميرة إليزابيث، اخت الملك لويس السادس عشر، والتي اعدمت ودفنت هناك، بالإضافة إلى ماكسميليان روبسبيار، الذي كان بين قادة الثورة الفرنسية والنصير الرئيس لحقبة عهد الإرهاب في فرنسا. وإذا كنت مهتماً بالعرض، فسارع بالحجز على موقع Airbnb قبل نهاية يوم 20 تشرين الأول.
وتشاهدون الغرفة عن قرب في الصور أعلاه.