كشفت أم لثلاثة أولاد تعرّضت للتحرّش الجنسي من زوج والدتها طوال ثمانية أعوام اعتباراً من سنّ التاسعة، كيف أنها شعرت بخوف شديد إلى درجة أنها لم تبلّغ عن الأمر، وسمحت له بأن يسلّمها إلى عريسها في يوم زفافها.
فقد روت تينا ساثرن، 50 عاماً، من بلدة تيلبوري في مقاطعة إسيكس في إنكلترا، كيف رافقها رجل الإطفاء السابق بريان فيرشايلد إلى المذبح في يوم زفافها و"تصرّف وكأنه العريس"، حيث راح يبتسم ويتموضع لالتقاط الصور له.
وقالت تينا، وهي أم لصبيَّين وفتاة بالغة، إن "مشاعر كره شديدة اجتاحتها" عندما اقتحم فيرشايلد الذي سُجِن 14 عاماً بتهمة الاعتداء الجنسي، رقصتها الأولى مع زوجها السابق مارتن الذي يبلغ من العمر الآن 53 عاماً، خلال حفل زفافهما عام 1993.
وقد التزمت الصمت حول الاعتداء الجنسي عليها الذي بدأ عندما انتقل فيرشايلد الذي يبلغ من العمر الآن 77 عاماً، للإقامة مع والدتها التي لم تساورها أية شكوك، وذلك خوفاً من ألا يصدّق أحد قصّتها بحق رجل كان يُعتبَر عماداً من أعمدة المجتمع المحلي.
وقالت تينا عن يوم زفافها: "كان مبتسماً طوال الوقت، ويُمسك بخصري ويشدّ عليه بقوة خلال تموضعه لالتقاط الصور. تصرّف وكأنه العريس". أضافت: "ثم حان وقت الرقصة الأولى. مع بدء الأغنية التي اخترناها مارتن وأنا - I Want to Know What Love Is - ضمّني مارتن بين ذراعَيه وبدأنا نتمايل مع الموسيقى. لكن فجأةً، وقف بريان بجانبي وأقحم نفسه عنوةً وانتزعني لمراقصتي".
تابعت: "فيما بدأ بالرقص معي، أصيب مارتن المسكين بالذعر، لكن المدعوّين لم يفهموا ما يجري. شعرت باضطراب شديد، وبالغثيان، لكنني خبّأت مشاعري خلف ابتسامة رسمتها على وجهي، وأنا أتمنّى في أعماقي أن ينتهي ذلك اليوم".
بدأ فيرشايلد بالتحرّش بتينا بعيد دخوله حياة العائلة عام 1973 عندما بدأ يواعد والدة تينا بعد انفصالها عن زوجها.
وبما أنه كان شخصية شعبية في المجتمع المحلي يعمل في قسم الإطفاء، فكّرت تينا في نفسها بأن "الجميع يحبّونه".
تروي أنها عندما أصبحت في التاسعة من عمرها، اتخذ التحرش منحى أشد سوءاً، إذ قام زوج والدتها بالتعرّي أمامها وأرغمها على لمسه في المواضع الحميمة: "شعرت بالارتباك، وفعلت ما طلبه مني، وبعد ذلك لم أخبر أحداً. اعتقدت أنه يعاقبني لأنني أسيء التصرّف".
خلال الأعوام الثلاثة اللاحقة، ازدادت وتيرة الاعتداءات الجنسية، وكان فيرشايلد يتلمّس تينا باستمرار أو يرغمها على لمسه.
وفي سنّ الثانية عشرة، اغتصب فيرشايلد تينا بعدما اقتحم المنزل خلال تناولها وجبة الغداء.
وعندما قرّرت الزواج من مارتن، أخبرته بما حصل معها. وقد تحلّت بالشجاعة للتبليغ عن اعتداءات فيرشايلد الجنسية عليها عندما أخبرتها ابنتها أن الأخير عانقها بطريقة غريبة. وهكذا، قرّرت إبلاغ الشرطة بعد نحو 19 عاماً من زفافها، خوفاً من أن تطال اعتداءاته الجيل الجديد في العائلة.