لم يعد يعرف المواطن اللبناني موقع لبنان وأهميته لدى القوى والأحزاب اللبنانية المتصارعة سياسيا، وقد بات مشهد التراشق الاعلامي في المواقف بين الأطراف السياسية اللبنانية مشهدا يوميا مألوفا، حيث يذهب كل فريق في مواقفه إلى المطالبة بما يراه الحزب أو الفريق أو الطائفة بغض النظر عن مصلحة لبنان التي باتت في آخر الأولويات لدى هذه القوى و الأحزاب .
وإن ما نشاهده من السجالات مؤخرا بين التيار الوطني الحر من جهة وتيار المستقبل من جهة ثانية، وبين حزب الله من جهة و تيار المستقبل أيضا خير دليل على أن الخيارات التي يطالب بها كل فريق هي خيارات المصلحة الحزبية الضيقة، ولم يعد لبنان ضمن الإهتمامات التي يتحدث عنها كل طرف من الاطراف.
وقد دخلت جراء ذلك الملفات السياسية والمطلبية الأساسية في البلاد في عتمة الخلافات الحزبية التي تزيد الأمور تعقيدا وخصوصا الملف الرئاسي الذي بات في آخر الاهتمامات في حمأة المصالح السياسية الحزبية ولم يعد لبنان في أولى الاهتمامات لهذه الأحزاب وباتت مقولة لبنان أولا مجرد شعار غير قابل للتطبيق في قاموس هذه الاحزاب .