اكد وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس ان الرئيس سلام ليس مستعدا لإشراك اي كان في صلاحياته، لكنه في المقابل يعطي فرصا متعددة لرأب الصدع وايجاد الحلول، مشيرا الى ان التحضيرات جارية على قدم وساق لدعوة مجلس الوزراء الى الانعقاد عندما تكتمل مستلزمات ملف النفايات، حتى ما اذا انتهت الحكومة من هذا الملف واتخذت القرارات المناسبة لطيه، سيدعو الرئيس سلام الى جلسة جديدة مع مراعاته لوجود كل المكونات السياسية والطائفية، لكن اذا تبين له ان هناك مقاطعة بقصد تعطيل عمل الحكومة، فسيكون لسلام رأي آخر بحيث سيضع الوزراء امام مسؤولياتهم على قاعدة «عدم وجود حكومة افضل من وجود حكومة غير منتجة.
وردا على سؤال، لفت درباس في تصريح لـ”الأنباء” الى ان احدا، ايا يكن موقعه ونفوذه في المعادلة السياسية، لا يستطيع اقالة قائد الجيش العماد جان قهوجي بشكل كيدي، خصوصا ان القوى السياسية احزابا وتيارات وحركات غير جاهزة لتعيين قائد جديد في الوقت الراهن، بسبب عدم توافر التوافق فيما بينها حول هذا الملف داخل مجلس الوزراء، مشيرا بالتالي الى ان وزير الدفاع سمير مقبل، مدد ولاية العماد قهوجي سنة واحدة من منطلق الوقاية والاحتياط لمنع المؤسسة العسكرية من الوقوع في الفراغ الخدمي على غرار رئاسة الجمهورية، مذكرا بأن مهلة السنة الاضافية لقهوجي ليست الزامية اذ يستطيع مجلس الوزراء في أي لحظة ان يعين قائدا جديدا للجيش حال توافر التوافق المطلوب بين مكوناته.
واستطرادا، اكد درباس ان كلام العماد عون عن وجود تفاوت بين المسلمين والمسيحيين في حق اختيار قادتهم، هو ابعد ما يكون عن الحقيقة والواقع، مذكرا بأن الرؤساء تمام سلام ونجيب ميقاتي وعمر كرامي وسليم الحص ترأسوا الحكومة على حساب الرئيسين رفيق وسعد الحريري الاقوى شعبيا على الساحة السنية، محيلا كلام العماد عون اعلاه الى ما قاله رئيس حزب الكتائب اللبنانية المسيحي الماروني سامي الجميل على طاولة الحوار، اذا كان المسلمون يستطيعون الاتفاق على رئيس للحكومة ولمجلس النواب، فإن المسيحيين لا يستطيعون الاتفاق على رئيس للجمهورية بسبب انقسامهم عموديا بنسبة 50% لكل من الفريقين 8 و 14 آذار، وبالتالي ـ تابع الجميل ـ فإن احدا لا يستطيع ان يدعي ان يزعم انه يمثل المسيحيين، معتبرا اي درباس ان اثارة العماد عون لأزمة الرئاسة من منطلق طائفي، لن تجدي نفعا في تحقيق المأرب خصوصا ان غالبية الشارع المسيحي غير مقتنع بأن حقوق المسيحيين مبتلعة من قبل المسلمين.
وختم درباس، مشيرا الى انه في كل مرة تتأزم فيها الامور، كان الفرقاء السياسيون يعولون على استشعار الخطر في اللحظة الاخيرة، فيذهبون الى اجتراح الحلول منعا لسقوط الجميع في النفق، مطالبا بالتالي الجميع بألا يبالغوا بالمناورة ولبنان على شفير الهاوية، معربا ردا على سؤال عن امله بألا تسقط البلاد في الهاوية علما بأن ليس هناك حتى الساعة من ضمانات تحول دون سقوطها.
المصدر :الأنباء الكويتية