فيما بقي ملف النفايات والمتراكم منها في شوارع العاصمة حتى الامتلاء والفوضى البيئية والصحية، استمر ناشطو الحراك المدني بالتظاهر امام المحكمة العسكرية امس للمطالبة بإطلاق سراح الموقوفين في التظاهرة الاخيرة. في المقابل شكلت زيارة رئيس لجنة الأمن القومي والعلاقات الخارجية في مجلس الشورى الإيراني علاء الدين بروجردي الخاطفة الى بيروت محطة للمراقبة والتوقف عندها لا سيما ان زيارة بيروت اتت بعد زيارته دمشق.

في السياسة حمل موقف وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق خلال إحياء ذكرى استشهاد اللواء وسام الحسن من الحكومة والحوار والتعطيل الكثير من المعاني واتجاه الامور في الايام المقبلة، حيث شدد على أن الرئيس سعد الحريري لن يقبل تحويل ربط النزاع في الحكومة إلى ربط للوطنية والضمير والألسنة".
وأكد المشنوق أن "بقاء الأمور على ما هي عليه خطوة أولى للخروج من الحكومة والحوار"، مشدداً على "ضرورة تعيين قائد للجيش اللبناني لكن يجب أولاً إنتخاب رئيس للجمهورية نعيد من خلاله انتظام المؤسسات".

في المقابل اعتبر الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله خلال إحياء الليلة الثالثة من ذكرى عاشوراء، أن "المسؤوليات الوطنية في لبنان قد تم تقسيمها طائفياً ومناطقياً بحيث يقول أهل كل منطقة لا علاقة لهم بأهل المناطق الأخرى"، لافتاً إلى أن " أبشع تصوير لهذا المستوى الإنحطاط الذي وصلنا اليه في البلاد هو ما وصلت اليه أزمة النفايات حيث تحولت المطامر إلى مذهبية وطائفية".

وفي غياب اي مؤشر الى حلول قريبة قد تفرج عن الملفات العالقة في عنق زجاجة الخلافات السياسية بما يطيح فرضية عقد جلسة سياسية لمجلس الوزراء قريبا، فان تحديد موعد لجلسة خاصة بالنفايات من اجل اقرار آلية التنفيذ التي وضعها وزير الزراعة اكرم شهيب، يبقى رهن الاتصالات المتواصلة.
من جهة ثانية جال بروجردي على عدد من المسؤولين اللبنانيين، وبعد اجتماع مسائي مع امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله، زار كلا من الرئيس تمام سلام والوزير جبران باسيل وأكد "اننا ندعم ونؤيد ونؤازر اي حوار او تقارب بين التيارات السياسية الفاعلة والمؤثرة في لبنان، وجوهر هذا التفاهم هو انتخاب رئيس جديد للجمهورية اللبنانية".

وأطلق قاضي التحقيق العسكري الأول رياض أبو غيدا، سراح 3 موقوفين من الحراك المدني مقابل كفالة مالية. وأبقى رهن التحقيق وارف سليمان وبيار حشاش استنادا الى أفلام الشغب في تظاهرات وسط بيروت. الا ان القرار جوبه بعاصفة غضب من قبل ناشطي الحراك امام المحكمة العسكرية، فافترشوا الأرض وقطعوا الطريق بمستوعبات النفايات وما لبثوا ان أعادوا فتحها. ولاحقا أفيد ان شابين من المعتصمين أحرقا نفسيهما وتم نقلهما الى مستشفى الجعيتاوي.