اشتعلت الاراضي الفلسطينية المحتلة ضد قوات الاحتلال الاسرائيلي وخاض المقاومون الفلسطينيون مواجهات بطولية مع القوات الاسرائيلية بعد ان عمت التظاهرات معظم المدن الفلسطينية في «جمعة الغضب» وقد اطلق جنود الاحتلال الرصاص الحي المطاطي على الفلسطينيين الذين ردوا بكل الاساليب التي ابتدعوها من «المولوتوف» الى الحجر، الى «النقيفة» الى حرق الدواليب وتوجيهها نحو جنود العدو بالاضافة الى مساندة شعبية من كل الشعب الفلسطيني.
والانتفاضة الفلسطينية الثالثة، نشرت الذعر في صفوف الجنود الاسرائيليين الذين باتوا العابا كرتونية امام شباب الانتفاضة بينما ناشد رئيس وزراء العدو العالم لانقاذ حكومته والضغط على الفلسطينيين لوقف الانتفاضة.
اما الصامتون فهم الدول العربية، وحتى الشعوب العربية لم تواكب «الحراك الفلسطيني» بالنزول الى الشوارع وادانة الممارسات الاسرائيلية، وفيما الحكام غائبون كليا عن المشهد الفلسطيني، وغارقون في مخططاتهم في سوريا والعراق واليمن.
وقد استشهد في المواجهات امس 4 فلسطينيين في قطاع غزة والضفة وكانت المواجهات بدأت باستشهاد فلسطيني .
واستشهد 5 فلسطينيين برصاص الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة والضفة الغربية، مع تصاعد الاضطرابات، فيما تنذر موجة العنف الحالية باندلاع انتفاضة شعبية فلسطينية ثالثة ضد الاحتلال الإسرائيلي. وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أن شابا (24 سنة) وهو من سكان حي الشجاعية شرق مدينة غزة سقط في المواجهات التي تشهدها المنطقة الواقعة بالقرب من معبر بيت حانون منذ ظهر يوم أمس، مؤكدة أن هناك عددا آخر من الإصابات تتم معالجتها من قبل طواقم الإسعاف والطوارئ.
وفي وقت لاحق أعلنت مصادر طبية وصول جثمان فلسطيني إلى مجمع الشفاء الطبي، بعد أن أصيب برصاص القوات الإسرائيلية، خلال المواجهات الدائرة شرق حي الشجاعية.
وفي الضفة الغربية قتل شاب فلسطيني (19 عاما) وأصيب 22 شابا آخرين خلال مواجهات على حاجزي حوارة وبيت فوريك في محافظة نابلس.
وكان الجيش الاسرائيلي قتل شابا فلسطينيا آخر في الخليل في الضفة الغربية بحجة محاولته طعن أحد جنوده. وقال شهود عيان إن القوات الإسرائيلية أطلقت النار مباشرة على الشاب في الخليل وظل ملقى على الأرض وهو ينزف الدماء قبل أن يقوم الجنود الإسرائيليون بتنفيذ ما يسمى بـ «تأكيد القتل» وإطلاق وابل من الرصاص على جسده.
وأضرم محتجون فلسطينيون صباح امس النار في قبر النبي يوسف في مدينة نابلس بالضفة الغربية، الأمر الذي أدى إلى إصابته بأضرار جسيمة.
ويصلي اليهود عند القبر الذي يعتقد بأنه قبر النبي يوسف، ابن النبي يعقوب. ويأتي اليهود إلى الصلاة عند القبر تحت حماية الجيش الإسرائيلي مرة في الشهر على أن يتم التنسيق مع السلطات الفللسطينية.
ونُقِلت المنطقة التي يوجد بها القبر إلى مسؤولية السلطات الفلسطينية بموجب اتفاقيات أوسلو. وتعرض القبر للنهب والحرق في بدء الانتفاضة الثانية في تشرين الأول عام 2000.
وقال الجيش الإسرائيلي إن الشرطة الفلسطينية تمكنت في النهاية من إبعاد المحتجين الفلسطينيين عن الموقع.
كما أصيب عشرات الفلسطينيين بجروح وحالات اختناق، خلال تفريق الجيش الإسرائيلي لمسيرات «جمعة الغضب»، في الضفة الغربية المحتلة، بحسب شهود عيان ومصادر طبية.
وزارة الصحة الفلسطينية، قالت إن 7 مواطنين أصيبوا بجروح، والعشرات بحالات اختناق، في مواقع متفرقة من الضفة الغربية.
وأضافت أن 3 مواطنين أصيبوا بالرصاص الحي و4 آخرين بالرصاص المطاطي، في مواجهات اندلعت على مداخل مدن رام الله (وسط)، ونابلس (شمال)، والخليل (جنوب).
وقال شهود عيان إن مواجهات اندلعت على مدخل رام الله الشمالي، عند مستوطنة بيت أيل، وأخرى على مدخل نابلس الجنوبي، بالإضافة إلى مواجهات وسط الخليل وبيت لحم (جنوب)، وطولكرم (شمال). كما اندلعت مواجهات في مواقع متفرقة أخرى من الضفة الغربية، في «جمعة الغضب»، التي كانت دعت لها الفصائل الفلسطينية في بيان صدر عنها أمس الخميس، نصرة للقدس والمسجد الأقصى.
الجيش الإسرائيلي، فرق المسيرات الأسبوعية المناهضة للاستيطان وجدار الفصل العنصري، في بلدات نعلين وبلعين والنبي صالح غربي رام الله، وكفر قدوم غربي نابلس، والمعصرة غرب بيت لحم.
واستخدم الجيش الرصاص الحي والمطاطي وقنابل الغاز المسيل للدموع، فيما رشق الشبان الفلسطينيون القوات الإسرائيلية بالحجارة والعبوات الفارغة، وأعادوا قنابل الغاز تجاهها.
ـ 5 آلاف فقط يصلون بالأقصى ـ
وقال مسؤول في دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس إن «5 آلاف فلسطيني فقط، تمكنوا من أداء صلاة الجمعة في المسجد الأقصى، فيما أدى المئات الصلاة في الشوارع القريبة من المسجد نتيجة القيود الإسرائيلية».
وتواجدت بشكل كثيف قوات الشرطة الإسرائيلية في محيط المسجد الأقصى، مقيمين العديد من الحواجز بين أسوار القدس القديمة مرورًا بأزقتها وصولا إلى بوابات المسجد الأقصى.
ومنعت الشرطة الإسرائيلية، الفلسطينيين دون سن الأربعين عاما من الدخول للمسجد لأداء الصلاة.
وطالبت حركتا المقاومة الإسلامية «حماس» و«الجهاد الإسلامي» الفلسطينيتيْن، بحماية «الهبة الشعبية في الضفة الغربية، والقدس»، والعمل على دعمها وإسنادها «فلسطينيا» و«عربيا»، في مسيرة مشتركة لهما، في مخيم جباليا، شمال قطاع غزة، اليوم عقب صلاة الجمعة.
وردد المئات من أنصار الحركتين، شعارات غاضبة تجاه «الاعتداءات الإسرائيلية» على المسجد الأقصى، ورفعوا العلم الفلسطيني، ولافتات تدعو إلى دعم «هبة الضفة والقدس».
ودعا مشير المصري، القيادي في حركة «حماس» في تصريحات له على هامش المسيرة، جميع الفصائل الفلسطينية، إلى دعم «انتفاضة القدس».
ـ اجتماع مجلس الأمن ـ
فيما عقد مجلس الأمن الدولي اجتماعاً عاجلاً حول الوضع في القدس والأراضي الفلسطينية المحتلة، التي تشهد أعمال عنف أودت بحياة 39 شخصاً معظمهم شباب فلسطينيون على مدى الأسبوعين المنصرمين. والاجتماع عقد بطلب من الأردن، العضو غير الدائم في مجلس الأمن.
ولا يُنتظر أن يخرج المجتمعون بقرار بسبب الدعم غير المشروط الذي تقدمه الولايات المتحدة الأميركية لإسرائيل.