هاجرت عائلة صفوان بحثاً عن مكان يأوي الطفل مالك ...
هذا الطفل الذي عانى من مرض السكري و علّة التوحد طيلة سبعة أعوام و لم يجد مغيثاً يهدئ من ألمه ، فالدولة اللبنانية أو كما تسمى "سويسرا الشرق سابقاً " جلّ ما تؤمنه لمواطنيها هو اﻷلم و العوز ، و سرقة بهجة الحياة .
حيث أنّ أبسط احتياجات المواطن ، المتمثلة بالطبابة و المؤسسات الحكومية "الإنسانية " ، وغيرها... شبه معدومة ، حتى أنّ حق الإنسان بالحياة ، أو باﻷحرى البقاء على قيد الحياة ، بات مناله بمنتهى الصعوبة ، لنتساءل " "أين الإنسان و أين حقّه في لبنان...؟ "
فمجرد اندفاع عائلة صفوان و قيامها بهذه المخاطرة ، يعبر عن مدى فشل الدولة و فسادها ، وما هذه العائلة إلا مثال صغير يُخفي وراءه أمثلة كثر تتمثل بلبنانيين يعانون ويتوقون للهرب ، بلبنانيين أحياء لكنهم لا يتنفسون ..
و هذا ما حدث ...
فحينما حاول مالك العيش .. مات
وحينما وجدت أم مالك الأمل ، بقي الأمل و رحلت هي ..
ليكن مالك صوت الشعب اللبناني ، ليكن مالك قضية تصرخ في وجه الفساد و التهكم ، ليكن مالك جثة حية .. وإلهاماً لمن يعتبر ، مالك لا ولن يكون قصة مضت ، وإنما باقٍ هو بصمة عار في دولة غافلة ..
فهل يا مالد سيصحو بموتك الشعب؟..
أم سنظل نقول : خذ يا بحر من رجالنا من نسائنا من أطفالنا حتى نصحو؟