قال الحسين بن علي عليه السلام في أول بيان له قبيل ثورته وحينما أوصى أخاه محمد بن علي المعروف بابن الحنفية قال عليه السلام:
(أَنِّي لَمْ أَخْرُجْ أَشِراً وَلَا بَطِراً وَلَا مُفْسِداً وَلَا ظَالِماً، وَإِنَّمَا خَرَجْتُ لِطَلَبِ الْإِصْلَاحِ فِي أُمَّةِ جَدِّي صلى الله عليه وآله، أُرِيدُ أَنْ آمُرَ بِالْمَعْرُوفِ وَأَنْهَى عَنِ الْمُنْكَرِ وَأَسِيرَ بِسِيرَةِ جَدِّي وَأَبِي عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عليه السلام، فَمَنْ قَبِلَنِي بِقَبُولِ الْحَقِّ فَاللَّهُ أَوْلَى بِالْحَقِّ، وَمَنْ رَدَّ عَلَيَّ هَذَا أَصْبِرُ حَتَّى يَقْضِيَ اللَّهُ بَيْنِي وَبَيْنَ الْقَوْمِ بِالْحَقِّ، وَهُوَ خَيْرُ الْحاكِمِينَ)
بهذه الكلمات لخص الإمام الحسين عليه السلام أهداف ثورته والتي كان الأبرز فيها الإصلاح والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وكان ذلك بعدما بلغت أمور المسلمين في ذلك الزمان حدا لا يمكن السكوت عليه ، فخرج الإمام الحسين لإعادة الامور إلى نصابها وتقويم حركة الأمة بعد الإنحراف الذي وصلت إليه في عهد يزيد بن معاوية .
ولأن التاريخ يعيد نفسه ، ولأن حال الأمة اليوم ليست على ما يرام، فإن الأهداف التي حددها الامام الحسين لثورته وخرج من أجلها لا تزال القضية التي يجب أن تهم كل مسلم ومسلمة، ويجب العمل من أجل تحقيقها، وحتى لا تضيع هذه الأهداف في خضم الإحياء التقليدي للمناسبة، ينبغي أن تكون التوعية الأساسية في احتفالات الاحياء على اهداف الامام وثورته وعلى الاصلاح الذي خرج من أجله ،لا أن تكون الأهداف ذرف الدموع واللطم والبكاء على الأطلال .
إن ثورة الحسين عليه السلام ثورة إنسانية اجتماعية سياسية ذات أبعاد تتصل بكل مفاصل الحياه البشرية لذلك فالمناسبة أكبر من الاحتفال كطقس عقيدي أو ديني وأكبر من البكاء واللطم .
وهنا تكمن المشكلة في تحويل هذه المناسبة إلى مكان آخر بعيد كل البعد عن جوهر القضية الحسينية وعن جوهر الأهداف التي خرج من أجلها الإمام الحسين عليه السلام .
كاظم عكر