لم تستطع التحقيقات القضائية أن تتوصل الى السبب الحقيقي الكامن وراء مقتل الفتاة "جوزفين" أو أن تكشف الفاعل. فالفتاة التي غادرت منزلها صباحا الى عملها عُثر عليها جثة مقطعة الى أجزاء صغيرة بعد سبعة عشر يوما من فقدانها، وبعدما نهشت الكلاب الشاردة لحمها.
حضر "ميشال" شقيق الضحيّة إلى مخفر ضهور الشوير، ليُبلغ عن إختفائها بعدما غادرت منزلها الكائن في بلدة عين السنديانة منذ ثلاثة أيام ولم تعد، فجرى تعميم صورتها بناء لإشارة النيابة العامة لمباشرة البحث عنها.
بعد أسبوعين على البلاغ، وحوالي الساعة السابعة مساء، ورد اتصال هاتفي إلى المخفر المذكور من أحد رعاة الأبقار، يُخبر فيه عن مشاهدته لبقايا بشرية وجمجمة في محلة الشوير خلف كنيسة مار جرجس. انتقلت دورية إلى المكان وجرى تكليف مكتب الأدلة الجنائية وطبيبين شرعيين لإجراء الكشف على تلك الأشلاء.
لم تتأخر نتائج فحص الحمض النووي الـ "DNA"، في تأكيد أن تلك البقايا عائدة فعلا لجثة "جوزفين"، وهي كناية عن أجزاء من هيكل عظمي وجمجمة ينسكب منها سائل رمادي اللون هو من أنسجة الدماغ المتحللّة، وعمود فقري مع أجزاء من الأضلاع وعظمتي الزندين وعظام الساعدين وعظمة الرفش الأيمن وثلاثة أضلاع مكسورة والحوض بكامله مع عظام الفخدين والسّاقين، ويوجد بقايا قليلة من الأنسجة على العظام ورباطات المفاصل شبه مكتملة. ووفق تقرير الطّبيب الشرعي الأّوّل لم يتبيّن وجود أي أثر اعتداء أو عنف، وأشار إلى أنّ الوفاة حصلت قبل حوالي اثني عشر يوما وأن فقدان الأنسجة عن العظام ناتج عن نهشها من قبل الحيوانات الشاردة.
إلا أنّ تقرير طبيب شرعي آخر خلُص إلى أنّ سبب الوفاة ناتج على الأرجح عن خنق أو طعن بآلة حادة مع التحفظ. ولدى الإستماع إليه بصفة شاهد بعد تحليفه اليمين، أفاد أنّ وجود تلك البقايا قرب الطريق حمله على استنتاج أنّ في الأمر جريمة على رغم أن تلك البقايا لم تتضمن أي إثبات على حصول أي عمل عنفي.
القرار الظنّي في الجريمة، الصادر عن قاضي تحقيق جبل لبنان محمد بدران، طلب تسطير مذكرة تحر دائم لمعرفة هوية الشخص الذي أقدم على قتل "جوزفين" وسوقه إلى القضاء.
LEBANON 24