الكلام اليوم هو عن صيدا الذي ينشغل بال الناس بشأن ما سيحصل يوم الاحد، حيث دعا الشيخ احمد الأسير كل الاصوليين من طرابلس وبيروت والبقاع الغربي وصيدا للاحتشاد في صيدا في اعتصام أعلن عنه الشيخ احمد الاسير انه انتقام لقتلانا الذين سقطوا في حادثة محاولة الشيخ احمد الاسير وانصاره نزع اليافطات في مدينة صيدا في منطقة التعمير. والموضوع الثاني الذي يشغل بال اللبنانيين هو الانتخابات النيابية وهل ستحصل، وهل تحضّر وزارة الداخلية للانتخابات بجدية، خاصة وان مهلة الـ6 اشهر ستبدأ الاسبوع القادم. 
اما السؤال الثالث فهو سؤال طارىء يتعلق بقيام مجموعة من شبّان طرابلس بالدخول الى سوريا للقتال الى جانب أهل السنّة في منطقة تلكلخ وحمص، وسقوط 17 قتيلاً من المجموعة، اضافة الى معلومات بشأن الباقين حول اصابتهم او اعتقالهم. 
«الديار» قصدت وزير الداخلية العميد مروان شربل، وهو الذي لديه الملفات الثلاثة لايضاح الامور. وكان الحوار على الشكل التالي: 
1- معالي الوزير ماذا بشأن الاعتصام الذي دعا اليه الشيخ احمد الاسير، فأجاب الوزير شربل، ان اغلاق طريق الجنوب أمر ممنوع منعاً باتاً، كذلك ظهور السلاح والمسموح احتفال سلمي لا يغلق اي طريق سيظهر فيه سلاح، وصيدا ستكون في عهدة الجيش اللبناني، كما تقرر في مجلس الدفاع الاعلى بدلا من اعلانها منطقة عسكرية، وسيكون هناك كثافة انتشار لقوى الامن وعناصر الجيش لمنع اغلاق الطريق. وعملياً فان صيدا ستكون بعهدة الجيش اللبناني. 
سألنا الوزير شربل عن احتمال اغلاق الطريق، فأجاب: هذا الامر محسوم، ولن نسمح باغلاق الطريق أبداً. كذلك لن نسمح بظهور سلاح، والقوى المسلحة من جيش وقوى امن داخلي، خاصة الجيش، سيعتقل اي حامل سلاح في صيدا، لان المهرجانات المسلحة ولّى زمانها، ولا نقبل بمسّ السلم الاهلي. 
ولدى سؤالنا اياه عن احتمال حصول اصطدام قال: انا متفائل وان شاءالله خيراً ويمرّ يوم الاحد على سلام، ولا تحدث مشاكل. لكن اذا قام احدهم بافتعال مشكل فان الجيش اللبناني سيكون جاهزاً لقمع المخالفات.(موضوع شامل عن تحرك الاسير ص 4ـ5) 
2- ثم انتقلنا الى موضوع الانتخابات النيابية، التي عادة يتم الدعوة اليها قبل 6 اشهر للوائح الشطب والانتخاب، وكيفية اجرائها، فأجاب الوزير شربل: انا كوزير داخلية ليس أمامي الان سوى قانون انتخابات على اساس 1960، أي قانون القضاء الذي كان معمولاً به قبل الطائف. وسأدعو الاسبوع المقبل الناخبين وابدأ بعرض لوائح الشطب واللوائح الانتخابية لان قراري هو اجراء الانتخابات في حزيران في يوم واحد، في كل لبنان، والانتخابات ستجري في وقتها، في بداية حزيران. 
تعجّبنا من جوابه وقلنا له: «في يوم واحد ستجري الانتخابات»، فأجاب الوزير شربل: نعم في يوم واحد في كل لبنان وعلى اساس قانون 1960، ولدينا امن من الجيش وقوى الامن الداخلي ومن الموظفين والاساتذة ما يسمح باجراء الانتخابات في كل لبنان. اما بالنسبة لقانون الانتخابات سيكون على اساس 1960، واما تعديله او تبديله بقانون اخر فلم يعد عندي بل بات عند المجلس النيابي والكتل النيابية وهي التي تقرر. 
خرجنا بانطباع ان وزير الداخلية مروان شربل بدأ خطوات عملية من اجل اجراء الانتخابات وسيدعو الاسبوع القادم الهيئات الانتخابية ليضع لوائح الشطب امامها، وتبدأ عملية التحضير جدياً لاجراء الانتخابات في حزيران. في وقت اكد فيه ايضا رئيس الحكومة الرئيس نجيب ميقاتي ان الانتخابات ستجري في وقتها ولا تأجيل لها. 
3- وكان يوم امس شهد اشتباكاً بين مجموعة من 25 شاباً انطلقوا من طرابلس ودخلوا الاراضي السورية بأسلحتهم، متوجهين للقتال الى جانب أهل السنّة في سوريا، مع المعارضة المسلحة السورية، فوقعوا في اشتباك مع القوى من الجيش النظامي، حيث قتل 17 شاباً منهم 3 اشقاء، وتعرض «الديار» اسماءهم، اما الثمانية شبان الباقون فمصيرهم غير معروف وغير محدّد. 
اما اسماء القتلى فهي: عبد الرحمن الايوبي ـ زياد الحاج - محمد احمد المير وشقيقه زياد ـ وليد الرفاعي ـ حسان سرور وشقيقه رشيد ـ محمد نبهان ـ يوسف عرضة ـ عبد الكريم ابراهيم ـ مالك المجلّي ـ خضر علاء الدين ـ بلال الغول ـ زياد ديب وشقيقه احمد وسمير مهنا، ومحمد الحاج. 
ولدى سؤالنا وزير الداخلية عن الموضوع اكد الخبر وقال «نتابع الموضوع ونقوم بالاتصالات لجلاء كل الامور المتعلقة بالحادث ومصير الباقين». 
وليلاً علمت «الديار» ان اعتصامات حصلت في القبة والمنكوبين والبداوي والتبانة اضرم خلالها المحتجون الاطارات وعبّروا عن غضبهم لما حصل مع الشبان في طرابلس، ووجهوا الدعوات الى القوى السلفية للتجمع في ساحة عبد الحميد كرامي، وسيطالبون الرئييس ميقاتي بجلب الجثث. 
ذكرى استشهاد اللواء الحسن 
في هذا الوقت تقرر اقامة يوم الاحد مهرجان في طرابلس بدعوة من القوى السياسية ومن تيار المستقبل ونواب المدينة والاحزاب فيها تكريماً لذكرى استشهاد اللواء الحسن، حيث سيقام مهرجان كبير بمناسبة هذه الذكرى، وتحصل فيها خطابات سياسية، تتكلم عن الشهيد الفقيد، ولا شك ان الكلمات سيكون لها طابع سياسي ايضاً، خاصة وان الشهيد اللواء الحسن هو من منطقة الشمال، من بلدة تراتيج في الكورة. 
كما انه كان لدى الشهيد اللواء وسام الحسن نفوذ كبير في طرابلس، وكان متعاطفاً ومتعاطياً مع الجماعات الاسلامية والاصولية، كما مع العائلات والنواب والاحزاب السياسية في طرابلس. وكان على تواصل دائم بشأن موضوع طرابلس، ويوليها أهمية خاصة في عمله الامني، عند كل مشكلة تحصل. وكان يقوم بحلها او التدخل بشأنها. لذلك فان طرابلس والشمال سيقومان بمهرجان كبير تمت الدعوة اليه بالمجيء من عكار وقضاء المنية والضنية ومنطقة القلمون، ومدينة طرابلس لاحياء مهرجان كبير في ذكرى الشهيد اللواء وسام الحسن. 
وقد تم تعليق صورة كبيرة على احدى البنايات للشهيد اللواء وسام الحسن، تعبّر عن تكريم المدينة والتحضير للاحتفال يوم الاحد القادم. 
ويصادف الاحتفال بذكرى استشهاد الشهيد اللواء وسام الحسن دعوة الشيخ احمد الأسير للاحتشاد في ساحة صيدا، وموجّهاً الدعوة الى القوى السلفية في طرابلس والشمال وبيروت وصيدا. لكن على الارجح فان مهرجان طرابلس سيكون مهرجانا كبيرا للغاية، بينما مهرجان الشيخ أحمد الأسير سيختصر على مؤيديه واتباعه وبعض الحشود الاصولية التي قد تأتي من المنطقة. 
الاتصالات السياسية 
في مجال الاتصالات السياسية، قام الوزير غازي العريضي بزيارة الرابية، وقدم للعماد ميشال عون مبادرة الحزب التقدمي الاشتراكي. 
وعلمت «الديار» ان العماد عون بأسلوب ديبلوماسي رفض المبادرة، ولكنه وعد بدراستها، وكان عاتباً على مواقف كثيرة اعلنها الوزير وليد جنبلاط ضد العماد عون. لكن الوزير غازي العريضي خلق جواً من الودّ مع العماد عون، وقال ان واجبنا كحزب التقدمي الاشتراكي وسط هذه الازمة الدعوة الى المبادرة لاصلاح الاوضاع. 
وكان موقف عون مؤيداً للحوار، ولكن على أسس يتم الاتفاق عليها مع رئيس الجمهورية وتكون واضحة. وقال ان المشكلة هي في 14 آذار وليست عنده. 
اما الدكتور سمير جعجع فتكلم امس بلهجة عنيفة قائلاً انه لن يشترك في طاولة الحوار، وهو يرفض مبادرة الحزب التقدمي الاشتراكي دون ان يركزّ عليها اسمياً. وقال ماذا حصل لنا من طاولة الحوار، انا لن اجلس مع محمد رعد واسعد حردان لتغطية الاغتيالات التي تحصل في البلاد. والافضل ان يقوم رئيس الجمهورية باجتماعات ثنائية مع الاطراف بدل طاولة الحوار. 
الانتخابات النيابية 
هذا ومع اعلان الوزير مروان شربل لـ «الديار» ان الانتخابات ستحصل في حزيران فيعني ذلك ان العدّ العكسي قد بدأ لاجراء الانتخابات. 
وعلمت «الديار» ان الدول الكبرى ابلغت الرئيس ميقاتي ضرورة اجراء الانتخابات، وانها عندما وقفت ضد التمديد للرئيس اميل لحود، انما كانت تعتمد مبدأ التبديل الديموقراطي وعدم الغاء مبدأ الانتخابات والتداول في المراكز، ولذلك فهي تصر على اجراء الانتخابات في موعدها. 
وأكد رئيس الحكومة الرئيس ميقاتي، واكد ايضا رئيس الجمهورية المصر اكثر على اجراء الانتخابات النيابية في وقتها، لانه هو الذي اصر على الانتخابات البلدية رغم الازمات التي كانت حاصلة واجراها. اصر الرئيسان سليمان وميقاتي على الالتزام باجراء الانتخابات في حزيران. وهكذا سيدخل لبنان مطلع الصيف في مجلس نيابي جديد منتخب ما لم تحصل ازمة فوق العادة، كمثل انفجار الوضع في سوريا او حصول امور اخرى، لا سمح الله تكون سلبية في البلاد وتعطل الانتخابات. لكن في ضوء دراسة الوضع الميداني فان الجيش اللبناني يملك 55 الف جندي وقوى الامن الداخلي 23 الى 26 الف عنصر، اضافة الى الامن العام وامن الدولة، مما يجعل القوة تصل الى حدود 100 الف رجل امني وهي قوة كافية لاجراء الانتخابات النيابية في موعدها. 
وبالنسبة للعاملين المدنيين من اساتذة وموظفين، فهم موجودون وقادرون على مواكبة الانتخابات والاشراف عليها وتنفيذها. 
وهكذا تلتقي الارادة الداخلية مع الارادة الدولية لاجراء الانتخابات النيابية في موعدها، كي تأتي الانتخابات الرئاسية بعد سنة ويتم انتخاب رئيس جمهورية جديد. 
تصريح النائب بطرس حرب 
يبدو ان النائب بطرس حرب يريد ان يبادل الرئيس نبيه بري بعض الايجابية من قبل 14 آذار، فاعتبر ان دعوة اللجان من قبل المقررين ساقطة، وان الدعوة يجب ان تكون من رؤساء اللجان، متمنيا على الرئيس بري ان يكون حياديا، لانه في ظرف من هذا النوع يمكن انعقاد اللجان، مع العلم ان معلومات «الديار» ان اللجان النيابية لن تجتمع رغم تصريح الوزير حرب. 
من جهة اخرى، اعلن مصدر في 14 آذار انه بعد زيارته قطاع غزة وتهنئتهم لحماس على صمودها، فانهم سيزورون مصر للاجتماع بالائتلاف السوري المعارض، والتضامن معه في معركته التي يخوضها ضد النظام السوري برئاسة الدكتور بشار الأسد. 
وبذلك تكون 14 آذار تقوم بخطوات خارجية في السياسة الدولية والعربية، كفريق مستقل داخل لبنان، يزور غزة ويقوم بالتهنئة والتضامن مع الائتلاف السوري المعارض، وهي ظاهرة ليست طبيعية الى حدّ ما، لانها تدخل لبنان اكثر واكثر في مشاكل دول مجاورة هو بغنى عنها. خاصة وان الرئيس الفرنسي وهيلاري كلينتون وويليام هيغ وزير خارجية بريطانيا هنأوا الحكومة اللبنانية على سياستها بالنأي بالنفس عن صراعات المنطقة. 
احتفال بذكرى الشهيد الرئيس رنيه معوض 
وفي ذكرى اغتيال الشهيد الرئيس رنيه معوض، تم اقامة مهرجان في قصر المؤتمرات في ضبيه، القى فيه البعض خطابات واهم خطاب كان لنجله النائب السابق ميشال معوض. وحضر المهرجان الوزير محمد الصفدي. 
وكان خطاب تحدث عن الوضع السياسي وظروف المعركة الانتخابية، اضافة الى اشادة بالمزايا التي كانت يتمتع بها الرئيس الشهيد رنيه معوض، من اعتدال وبعد نظر ورؤية لبنانية وطنية.