حرب عربية - إسرائيلية موازية تدور رحاها عبر الأثير، خصوصاً على «فايسبوك» وشبكات التواصل الاجتماعي، التي تلعب دوراً أساسياً في الاحتجاجات الفلسطينية وعمليات الطعن بالسكين وإطلاق النار وتنظيم التظاهرات رداً على الإجراءات الإسرائيلية، وخصوصاً محاولات المس بالمسجد الأقصى المبارك، وكذلك في رد الفعل الإسرائيلي الشعبي المتمثل بعمليات انتقامية مماثلة ينفذها يهود ضد العرب، ساهمت جميعها في فرض أجواء خوف في أوساط اليهود والعرب على السواء.
وتقر أوساط أمنية إسرائيلية بأن مردّ عجزها عن مواجهة العمليات في القدس هو كونها عمليات فردية «ينفذها أبناء جيل الفايسبوك» الذين لا يمكن رصد تحركاتهم ومخططاتهم، وهو ما تبناه رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو بقوله أمس إن التحريض على إسرائيل ناجم عن «التقاء الجهل مع التكنولوجيا».
لكن نتانياهو، لم يتطرق إلى صفحات الإسرائيليين على شبكة «الفايسبوك» المملوءة بالتحريض الدموي والدعوات إلى قتل العرب، وهو ما أكده إحصاء جديد قام به معهد «كتسنلسون» الإسرائيلي إذ بيّن، من مراجعة 14 ألف حساب يهودي على شبكات التواصل، أن 61 في المئة من المنشورات تدعو إلى العنف ضد الفلسطينيين على جانبي الخط الأخضر، و11 في المئة ضد اليساريين بداعي دعمهم الفلسطينيين، ونسبة مماثلة ضد الوزراء على عدم اللجوء إلى قوة مفرطة.
ومن «البوستات» الأكثر انتشاراً وإشراكاً وقبولاً ذلك الذي نشرته جندية في سلاح الجو الإسرائيلي كتبته على كف يدها: «كراهية العرب ليست عنصرية إنما قيَم».
وانتشرت في الأيام الأخيرة حملات منظمة لمقاطعة البلدات العربية اقتصادياً من خلال دعوة اليهود إلى عدم دخولها، وبانت نتائجها في نهاية الأسبوع الماضي حين خلت البلدات، وخصوصاً المطاعم، من اليهود الذين يرتادونها بأعداد كبيرة. وانضم إلى المقاطعة مزودو خدمات مختلفة للبلدات العربية (تزويد بضائع وتصليح أعطاب في شبكتي الهاتف والكهرباء) رفضوا دخول هذه البلدات بداعي الخوف على حياتهم.
لكن وسط البحر الهائج عنصرياً، لفت الانتباه «بوست» لإسرائيلي تجرأ على التغريد خارج سرب التحريض حين كتب مستوحياً من عمليات الطعن بالسكين: «عربي رفع سكيناً وأدخلها بعزيمة في أحشاء المرأة اليهودية فاقدة الوعي التي تمددت أمامه. وفوراً أدار السكين وحفَرَ، في الوقت الذي كان يهوديان آخران مسلحان بالسكاكين وثيابهما مخضبة بالدماء ينظران إلى العربي من دون رد فعل. وحينما أنهى أخرج السكين من بطن المرأة واقترب من اليهوديين وقال: أنهيت. وردّا عليه بارتياح. اسم العربي الدكتور رياض حداد، طبيب خبير ذائع الصيت في إجراء عمليات كبد، واليهوديان طبيبان. واليهودية فاقدة الوعي هي زوجتي، أم أولادنا. ثلاثتهم أنقذوا حياتها. فقط كي تعرفوا».
ولقي هذا النشر الرواج على صفحات «الفايسبوك العربية»، علماً بأن الفلسطينيين في الداخل التزموا الحذر الشديد في منشوراتهم لئلا تتم محاكمتهم بعد إعلان الشرطة أن «وحدة السايبر» الخاصة تتعقب منشورات مسيئة في «الفايسبوك»، وعلى أساسها اعتقلت ثلاث فتيات عربيات بشبهة تحريضهن على القتل وتماثلهن مع عمليات الطعن.