لم تحرك الفاجعة التي حلّت بعائلة صفوان أيا من أركان الدولة ومسؤوليها، وما زالت العائلة حتى اليوم تنتظر اي خبر عن مصير ما تبقى من أفرادها الذين قرروا الهجرة خارج البلاد أو بالأحرى قرروا الهروب إلى مكان أكثر أمانا وصونا للإنسان وقيمة الانسان .
لقد فقدت هذه العائلة المنكوبة أمان الوطن كما كل اللبنايين، وأرادت أن تستبدل وطنها بوطن آخر طلبا للعيش الكريم، وهربا من اللادولة ، وهروبا من سلطات الأمر الواقع سلطات المافيات والأحزاب، وسلطات القتل وتصدير الموت، هربا من بيئة اختزلت كل الطائفة وكل اللبنانيين بقراراتها العشوائية التي قتلت نصف شباب الطائفة في مستنقع الموت السوري .
أرادت هذه العائلة أن تهرب من اللاشيء في هذا البلد ومن اللا أمان في هذه البيئة التي تتغنى بالكرامة من وراء القتل وبشرف الشهادة في زمن تموت الناس فيه من القلة والجوع .
لقد هربت هذه العائلة من الحزبية والطائفية من الثنائية والأحادية هربت من وطن بات الإنسان فيه بلا قيمة من وطن لا يشبه سوى الموت .
تعازينا الحارة للعائلة المفجوعة بفقدان الاهل والأحبة ونطالب ما تبقى من هذه الدولة بتحمل مسؤولياتها تجاه هذه القضية وفتح التحقيق اللازم والسريع لكشف الملابسات التي أدت إلى هذه الكارثة .