بدأ وفد إيراني زيارة الى دمشق أمس، في ظل تقارير عن وصول آلاف الجنود الإيرانيين إلى سورية لمساعدة قوات النظام في هجوم وشيك متوقع على مناطق المعارضة في حلب بعد اشتراكهم في عمليات النظام ولحسم معركة حماة، في وقت واصلت الطائرات الروسية ضرباتها وشملت خمس محافظات، بالتزامن مع إعلان موسكو لائحة أسماء لجماعات المعارضة التي تستهدفها باعتبار أنها «إرهابية»، وشملت إضافة إلى تنظيم «داعش» و «جبهة النصرة»، «جيش الإسلام» في غوطة دمشق، الذي بدا أنه كان حتى الآن بمنأى من الغارات الروسية.
وجاء ذلك في وقت اندلعت معارك بين «داعش» وفصائل مسلحة في ريف حلب الشمالي. وقال أحد قادة هذه الفصائل والمرصد السوري لحقوق الإنسان، إن «داعش» سيطر على بلدتي أحراص وتل جبيين اللتين تقعان على بعد 12 كيلومتراً شمال حلب قبل أن يتم صده في هجوم معاكس أوقع عشرات القتلى في صفوف الطرفين.
وفيما أشار المرصد إلى أن الطريق الذي يستخدمه سكان مدينة حلب المتجهين شمالاً إلى الحدود التركية بقي مقفلاً الأربعاء، قال حسن الحاج علي قائد «لواء صقور الجبل» (معارضة مسلحة): «تجري معارك عنيفة اليوم (أمس) بيننا وبين داعش في أحراص وتل جبيين في ريف حلب الشمالي». وتابع في اتصال مع «رويترز» عبر الإنترنت: «حصل تقدم (لداعش) عند الفجر لكننا تمكنا من استرجاع أحراص بالكامل وهناك معارك في تل جبيين».
ويقاتل «لواء صقور الجبل» المدعوم من الغرب، تنظيم «داعش» على الأرض، غير أن عناصره يتعرضون في الوقت عينه لغارات من الطيران الروسي ويستعدون حالياً لمواجهة عملية عسكرية واسعة يحضّر لها الجيش السوري. وأضاف: «هناك حشد (لقوات) النظام في معظم أماكن حلب، وخصوصاً في باشكواي، في إشارة إلى بلدة أخرى شمال مدينة حلب.
وقال مسؤولان إقليميان بارزان لـ «رويترز»، إن إيران أرسلت آلاف الجنود الإضافيين إلى سورية في الأيام الأخيرة لدعم عملية عسكرية جارية في محافظة حماة تحضيراً للعملية في حلب. وانتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي منذ مساء الثلثاء صورة لقائد «فيلق القدس» في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني مرتدياً ملابس قاتمة في منطقة أحراج في شمال محافظة اللاذقية وهو يخاطب عبر مكبّر للصوت ضباطاً إيرانيين وعناصر من «حزب الله» اللبناني بلباسهم المموه.
وذكرت وكالة تسنيم الإيرانية للأنباء، أن ضابطين كبيرين في الحرس الثوري قُتلا (يوم الإثنين) بينما كانا يقاتلان مسلحي «داعش» في سورية. وكتب مراسل للتلفزيون الرسمي الإيراني على صفحته على «إنستغرام»، أن الضابطين هما الجنرال فرشاد حسوني زاده وحميد مختار بند. وكان قيادي كبير آخر في الحرس الثوري قُتل الأسبوع الماضي فضلاً عن قائد عسكري كبير في «حزب الله».
وقالت وسائل الإعلام الرسمية السورية أمس، إن الجيش النظامي أطلق أيضاً عملية عسكرية جديدة ضد مناطق تسيطر عليها المعارضة شرق دمشق بينها حي جوبر وحرستا التي تسيطر عليهما جماعات مسلحة بينها «جيش الإسلام».
وفي موسكو، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن الطيران الروسي قصف 40 «هدفاً إرهابياً» في سورية في الساعات الـ24 الماضية، أي بتراجع عن عدد الغارات في الأيام الماضية. وشملت الغارات الجديدة محافظات حلب وإدلب واللاذقية وحماة ودير الزور.
في غضون ذلك، حدد السفير الروسي في دمشق ألكسندر كينشتشاك، الجهات التي يستهدفها القصف الروسي، وتضم بالإضافة الى جبهة النصرة وتنظيم «داعش» كلاً من «جيش الإسلام» وحركة «أحرار الشام» و «جيش الشام».
وأكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الأربعاء توصل موسكو وواشنطن إلى اتفاق في شأن تنظيم الطيران فوق الأجواء السورية لتلافي وقوع حوادث عرضية. لكنه قال أمام مجلس الدوما (البرلمان) إن واشنطن امتنعت عن استقبال وفد روسي رفيع المستوى لبحث الملف السوري، كما رفضت إرسال وفد أميركي إلى موسكو.
ويوم الثلثاء قال المتحدث باسم «داعش» أبو محمد العدناني في تسجيل صوتي: «ستغلبين بإذن الله يا روسيا»، مضيفاً: «هبّوا يا شباب الإسلام في كل مكان الى جهاد الروس والأميركيين. إنها حرب الصليبيين على المسلمين، حرب المشركين على المؤمنين».