أكدت روسيا أنه وقع احتكاك بين إحدى مقاتلاتها وطائرة أمريكية في سماء سوريا، وأوضحت أن الغرض كان هو تحديد هوية الطائرة وليس تهديدها. وهذا، بعد الإعلان الأمريكي عن وقوع تقارب بين الطائرتين. وفي سياق آخر، حدد السفير الروسي في سوريا المجموعات التي يستهدفها سلاح الجو الروسي في سوريا، معتبرا أن مقاتلين يقدمهم الغرب على أنهم "ثوار" ليسوا، برأيه، إلا "متطرفين" وإرهابيين"، مستثنيا "الجيش السوري الحر".

ونقلت وكالة "إيتار تاس للأنباء" عن وزارة الدفاع الروسية قولها اليوم الأربعاء إن مقاتلة روسية اقتربت من طائرة حربية أمريكية في سوريا في العاشر من تشرين الأول للتعرف عليها لا تهديدها.

وقالت الوزارة إن الطائرة سوخوي-30سي.إم كانت على بعد ما يتراوح بين كيلومترين وثلاثة كيلومترات من الطائرة الأمريكية. وقالت واشنطن أمس الثلاثاء إن طائرتين أمريكية وروسية اقتربتا من بعضهما البعض وأصبحتا في مجال الرؤية الواضحة فوق سوريا.

روسيا تحدد أهدافها في سوريا

حدد السفير الروسي في سوريا الأربعاء اللائحة الدقيقة للمجموعات التي يستهدفها قصف الطيران الحربي الروسي، مؤكدا أن مقاتليها الذين يصورهم الغرب بأنهم "ثوار" ليسوا إلا "متطرفين" وإرهابيين" مستثنيا "الجيش السوري الحر".

وذكر ألكساندر كينشتشاك بأنه مع تنظيم "الدولة الإسلامية" وجبهة النصرة "كل شيء واضح: فهاتين المنظمتين تعتبران إرهابيتين بنظر الجميع وتندرجان على اللائحة السوداء لمجلس الأمن الدولي".

وتابع كينشتشاك "مع بروز مجموعات راديكالية بصورة تدريجية خلال الحرب الأهلية في سوريا، فإن الجماعات التي زعمت أنها من المعارضة المعتدلة أما تعرضت للهزيمة أو ابتلعتها جماعات إسلامية تقدمت إلى الواجهة".

وأضاف أن "ما يسمى مجموعات معتدلة توفر بأغلبيتها غطاء سياسيا لجرائم المتطرفين الدينيين".

واتهم السفير على الأخص جماعة "جيش الإسلام"، وهي أهم القوى المعارضة في منطقة دمشق بقيادة زهران علوش، "بالمسؤولية عن إطلاق قذائف هاون أدت إلى سقوط المئات من الضحايا المدنيين" في العاصمة السورية.

وأضاف "هذا ليس سوى إرهاب بحت".

كما تستهدف الضربات الروسية عدة مجموعات أبرزها "جيش الشام" المؤلفة بحسبه "من عناصر سابقين في "جبهة النصرة" معروفين بالشراسة وأيديهم غارقة في الدماء حتى المرفقين".

ويتواجد جيش الشام المؤلف من معارضين معتدلين وإسلاميين في محافظة حلب.

كما شمل السفير ضمن تصنيف "الإرهابيين" مقاتلي "أحرار الشام"، إحدى أبرز الجماعات المعارضة التي سعت في 2015 إلى تقديم نفسها إلى الغرب من ضمن المعتدلين.

وتشارك هذه المجموعة إلى جانب "جبهة النصرة"، في تحالف "جيش الفتح".

وأكدت روسيا منذ بدء تدخلها العسكري في سوريا في 30 أيلول ضرب "أهداف" تابعة لتنظيم "الدولة الإسلامية".

لكن بعد الانتقادات الأولى الأمريكية والأوروبية التي اتهمت موسكو بتركيز ضرباتها على مناطق لا وجود للتنظيم الجهادي فيها، عدلت الدبلوماسية الروسية خطابها مشيرة إلى استهداف طائراتها جهاديي تنظيم "الدولة الإسلامية"، وكذلك "جبهة النصرة"، فرع القاعدة في سوريا.