يبدو أن «الهدوء النسبي» الذي ساد خطاب الجنرال ميشال عون في ذكرى 13 تشرين الاول 1990، في بعبدا الاحد الماضي، لم يكن سوى تمهيد لرفع السقف السياسي عالياً، في المقابلة التي أجراها مع عون الزميل جان عزيز على قناة «أو تي في». فليل أمس، رسم عون موقفه بوضوح: لا عودة إلى الحكومة من دون تعيين قائد للجيش ومجلس عسكري. حتى خطة النفايات، لن يشارك تكتل التغيير والإصلاح في تغطيتها. رفع سقف خطابه إلى حدّ نعته الرئيس فؤاد السنيورة بـ»أخو الشليتة»، في إطار استنكاره مطالبة رئيس كتلة المستقبل بمشاركة جميع المناطق والقوى في حل أزمة النفايات، فيما هو يرفض المشاركة في تعيين قائد للجيش.
ودعا عون إلى الانتقال من الوضع غير الشرعي في التعيينات الأمنية إلى الوضع الشرعي، معتبراً أن المشكلة تطورت «بسبب التمديد لقائد الجيش مرة ثانية». ونعت عون من مدّد لقهوجي بـ»السعدان». ووصف وزير الدفاع سمير مقبل بأنه «لا يفهم بالقانون العسكري ولا بكيفية حصول الترقيات العسكرية». ورأى أن ما فعله مقبل «كذبة كبيرة»، إذ «يمكن تأخير التسريح في 3 حالات، حالة حرب أو حالة طوارئ أو حينما يتسلم الجيش الامن على الاراضي اللبنانية»، موضحاً أن «ما حصل مناورة كاذبة ولا صلاحية لوزير الدفاع وهو لقيط في السياسة». ورأى أن «سليمان ورئيس حزب الكتائب سامي الجميل شكّلا الواجهة المسيحية لتعطيل التعيينات العسكرية أو التسوية، نتيجة ارتباطاتهما بالخارج، ولا أحد لديه قرار حر».
وعن عودته للمشاركة في جلسات الحكومة، أعلن عون أن لا أحد من وزرائه سيشارك في الجلسات قبل تعيين قائد للجيش وأعضاء المجلس العسكري. وأضاف: «أنا مسيحي أريد تعيين قائد جيش مسيحي، وأنا أتكلم من منطلق حقوقي وواجباتي، ولا أطالب بصلاحيات أحد».
وفي إطار حديثه عن العميد شامل روكز، قال رئيس تكتل التغيير والإصلاح إن «الجميع في لبنان يخاف من الرجل النظيف لأنهم ليسوا أقوياء»، طارحاً عدداً من من التساؤلات: «معركة عبرا من قام بها وأنهاها؟ شامل روكز. من حارب في عرسال؟ شامل روكز. من دخل الى باب التبانة وأنهى الأزمة؟ شامل روكز. وهو أيضاً نجح في تهدئة الامور في عكار». واتهم عون الرئيس سعد الحريري بمحاولة «خلق مشكلة بيني وبين رئيس مجلس النواب نبيه بري عبر مستشاره غطاس خوري الذي قال لي إن المشكلة هي عند بري، فقلت لخوري أنت لم تكن صادقاً معي».
وطالب بإقرار قانون انتخابي نسبي على أساس تقسيم لبنان إلى 15 دائرة انتخابية، لافتاً إلى أن النائب وليد جنبلاط وحزب الله والرئيس بري يؤيدون النسبية.
وكان لافتاً حديثه بإيجابية عن علاقته بكل من بري وجنبلاط، في مقابل تأكيده وجود تباعد مع حزب الكتائب، متّهماً قيادة الحزب بالتسبّب في هذا الجفاء، إذ «لا تعرف ماذا يزعجهم وماذا يفرحهم».
ولفت إلى «اننا موجودون بحالة استثنائية، فلا يمكن الانسحاب من الحكومة لأننا لا نستطيع ايقافها كونها تحل محل رئيس الجمهورية». وأشار إلى «أننا نستطيع أن نعطل بعض الامور، والموضوع نفسه يتعلق بمجلس النواب»، مشدّداً على أنه «محكوم علينا بالبقاء في مجلسي النواب والوزراء»، ومعتبراً أنه «قد نصل الى مرحلة الانسحاب، ولكن عندها العلاقة ستتغير على الارض، وقد نصل الى صدام، والشيطان في داخلي سيصحو يوماً ما، ولا أعرف ماذا سيفعل».
على صعيد آخر، يبدو أن كل المبادرات التسووية تعطّلت. ونفت مصادر «وسطية» أن تكون زيارة النائب وليد جنبلاط (يرافقه ابنه تيمور والوزير وائل أبو فاعور والنائب نعمة طعمة) إلى السعودية تهدف إلى إطلاق مبادرة سياسية ما بشأن الوضع الداخلي اللبناني. وأكدت المصادر أن زيارة جنبلاط متصلة بعلاقته بحكام الرياض، وخاصة بعد الاستياء الذي عبّر عنه إثر الاستقبال «الرئاسي» الذي حظي به رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع.