نام اللبنانيون أمس على وقع حفلة الشتم والقدح والذم التي أتحفهم بها النائب ميشال عون في ذكرى شهداء 13 تشرين مطلقاً العنان لترجمة فائض استقوائه بغارات «السوخوي» الروسية على سوريا بتوجيه سيل هستيري من السباب والشتائم إلى سائر المكونات الوطنية التي لا تمتثل لنزواته ورغباته الرئاسية والنيابية والحكومية والعسكرية، حتى بدا عاجزاً عن لجم لسانه وصونه من الانحدار إلى درك استخدام عبارات على شاكلة «سعدان ولقيط وأخو شليتي» في معرض تقصده إهانة الخصوم وتهديدهم بآتٍ أعظم سيبلغ حدّ «التصادم». وبما أنّ عون أكد استيقاظ «الشيطان» الكامن في داخله وأحقيته بإقامة «انقلاب» على الدولة، معلناً «طمر» الحكومة في مطمره التعطيلي حتى ترضخ أمام استئثاره بقرار تعيين قائد جديد للجيش، فإنّ جلسة الحكومة التي كشفت مصادر وزارية لـ«المستقبل» أنها ستلتئم يوم الجمعة المقبل لإبرام خطة النفايات إنما ستكون جلسة وداعية لمجلس الوزراء قبل انضمامه إلى «باقة» المؤسسات الرئاسية المشلولة والمختومة بشمع التعطيل «البرتقالي».

وبُعيد انتهاء اجتماع اللجنة المكلفة متابعة ملف النفايات في السرايا الحكومية برئاسة رئيس مجلس الوزراء تمام سلام، أوضح الوزير أكرم شهيب تولي وزير الداخلية نهاد المشنوق تذليل العقبات أمام تحويل مكب سرار في عكار إلى مطمر صحي، كاشفاً في سياق متقاطع مع ما تفردت «المستقبل» بنشره أمس عن تحديد أكثر من موقع في البقاع الشمالي لاختيار الأصلح بيئياً وصحياً لعملية طمر النفايات في المنطقة. وبينما تعود اللجنة للاجتماع بعد غد الخميس إثر الانتهاء من الدراسات العلمية للموقع المختار في البقاع، أفادت مصادر اللجنة «المستقبل» أنّ التقرير المتصل بموضوع تثبيت المواقع نهائياً لطمر النفايات في المناطق سيتم تسليمه لسلام خلال الاجتماع، في حين أكدت مصادر وزارية لـ«المستقبل» أنّه في ضوء اجتماع الخميس سيوجّه رئيس الحكومة دعوة لعقد جلسة عاجلة لمجلس الوزراء نهار الجمعة تُعنى بإتمام الترتيبات الإدارية والقانونية الخاصة بتنفيذ الخطة، متوقعةً أن تنطلق الأعمال التنفيذية للخطة بشكل فوري غداة الجلسة.

ورداً على سؤال، نقلت المصادر أنّ «حزب الله» أكد حضور وزيريه محمد فنيش وحسين الحاج حسن جلسة الحكومة المخصصة لملف النفايات الجمعة، إلا أنّ الحزب أعلم المعنيين في الوقت نفسه بأنّ وزيري «التيار الوطني الحر» جبران باسيل والياس بوصعب سيقاطعان الجلسة ربطاً بالامتعاض العوني جراء تعثر تسوية الترقيات العسكرية. 

عون يشتم ويهدد

ومساءً، حرص عون خلال إطلالة متلفزة عبر شاشته «otv» على تجسيد غضبه وامتعاضه من عدم ترقية صهره العميد شامل روكز إلى رتبة لواء، بتوجيه كمّ لافت من السباب والشتائم لخصومه السياسيين، وخصّ بالقدح والذم والتحقير بشكل خاص الرئيس ميشال سليمان ووزير الدفاع سمير مقبل الذي وصفه بـ»اللقيط السياسي» معتبراً أنّه «ما بيفهم قانون» و«ما بعرف أي سعدان» يقف خلفه. 

وفي خضم حفلة السباب والشتائم، سطّر عون جملة مواقف تصعيدية في مواجهة خصومه المفترضين قائلاً: «خلص ما بقى في حكومة» قبل إنجاز سلة تعيينات عسكرية وأمنية جديدة تشمل قائد الجيش والمجلس العسكري والمديرية العامة لقوى الأمن الداخلي، وأردف مستطرداً: «أنا القوة الشعبية أنا الشرعية أنا الأقوى مسيحياً ومن حقي تعيين واقتراح اسم القائد الجديد للجيش». ولوّح بأنّ «الخلاف هذه المرة كبير وسيصل حكماً إلى التصادم»، متهماً في سياق تصنيف علاقته مع مختلف الأفرقاء «تيار المستقبل» بالكذب والاحتيال متعرّضاً بألفاظ نابية للرئيس فؤاد السنيورة، بينما شنّ هجوماً تهكّمياً لاذعاً على «حزب الكتائب اللبنانية» ورئيسه النائب سامي الجميل باعتبار أنه «ما بتعرف شو بيطلع براسو».

«المستقبل»

من جهتها، أبدت كتلة «المستقبل» النيابية استغرابها لتحوّل التظاهرة العونية الأحد الفائت إلى «استعراض يستقوي بالتدخل العسكري الروسي في سوريا»، مشددةً إثر اجتماعها الأسبوعي على كون «التيار الوطني الحر لا يزال يضع العوائق في وجه إنهاء حالة الشغور الرئاسي واستعادة الدولة لسيادتها ودورها وسلطتها وهيبتها على كامل الأراضي اللبنانية مستقوياً بالسلاح غير الشرعي الذي يستعمله «حزب الله» في المكان الخطأ وباتجاه الهدف الخطأ من أجل تلبية أهداف إقليمية لا تمت بصلة لمصلحة لبنان واللبنانيين».