توجهت كتلة "المستقبل" بأحرّ التعازي الى اللبنانيين عموماً وإلى أهلنا في منطقة زحلة على وجه الخصوص برحيل رئيس "الكتلة الشعبية" الياس السكاف الذي التزم بأدائه السياسي بالوطنية والاعتدال والرزانة، وبرحيله تفقد الحياة السياسية في لبنان وجهاً محبباً معتدلاً سواء ف"ي موقع الحليف أو الخصم السياسي. كما أسفت الكتلة لتحول بعض الحراك عن غاياته المعلنة، وشعاراته المرفوعة، من حراك مدني سلمي الى حراك أدى إلى التخريب والاثارة والاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة، لافتةً الى ان "التظاهرة الاخيرة، بما تخللها من اعمال تخريب واعتداء على القوى الامنية والممتلكات العامة والخاصة شكل صدمة للبنانيين والراي العام الذي علق آمالاً على هذا الحراك في أن يسهم في تحقيق مقاربات أفضل لإدارة الشأن العام في لبنان"، معتبرةً ان "اندساس عناصر معروفة في هذا الحراك دفعت به إلى أن يتحول باتجاهات فوضوية مقلقة لا يمكن السكوت عنها او القبول بها". وذكرت كتلة "المستقبل" ان "ساحات قلب المدينة في الوسط التجاري للعاصمة سبق ان احتضنت انتفاضة الاستقلال المليونية في الرابع عشر من اذار 2005 حيث نزل الشعب اللبناني بتلك الأعداد الهائلة التي شاركت  في تظاهرة سلمية لم يكسر فيها لوح من الزجاج، وكانت فاعلة ومؤثرة، بدليل انها أدت إلى تحرير لبنان من جيش الوصاية السوري والنظام الامني اللبناني البغيض"، مشيرةً الى ان "تحول أهداف بعض الحراك المدني الى اهداف تحريضية فوضوية وثأرية وعبثية تتوسل التخريب في وسط العاصمة وتتعدى على الأملاك العامة والخاصة، وتعتدي على القوى الأمنية المولجة حماية الأمن والحفاظ على النظام هو بالفعل خسارة كبيرة للبنان ولشباب لبنان". وتوجهت كتلة "المستقبل" الى شابات وشباب الحراك متمنية عليهم "العمل على اعادة النظر سريعاَ بالخطط والوسائل المتبعة وعدم التمترس خلف شعارات وممارسات واساليب سلبية وثأرية وعقيمة، قبل ان تتحول الفرص السلمية المتاحة الى منزلق فوضوي خطير يهدد الاستقرار في البلاد ولا يحقق اي غاية من الغايات المطلبية للحراك الوطني". من جهة أخرى، أثنت الكتلة على "الجهد الاستثنائي والأداء المنضبط للقوى الأمنية في مواجهة كل ما تعرضت له من تجاوازات واعتداءات وتؤكد على استمرار ثقتها بوزير الداخلية ودعمها له". و في مهزلة استنجاد التيار الوطني الحر بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، استغربت الكتلة اشد الاستغراب "الشعارات التي رفعت في التظاهرة التي دعا اليها التيار "الوطني الحر" وتحولت استعراضا يستقوي بالتدخل العسكري الروسي في سوريا، متستراً بالمطالبة بالسيادة والكرامة والعنفوان على اطلال تجربة غير ناجحة في السلطة، دفع ثمنها الشعب اللبناني أكلافاً باهظة من استقراره ونموه واستقلاله وسيادته. ان التيار الوطني الحر ما يزال يضع العوائق في وجه انهاء حالة الشغور الرئاسي واستعادة الدولة اللبنانية لسيادتها ولدورها ولسلطتها وهيبتها على كامل الاراضي اللبنانية مستقوياً بالسلاح غير الشرعي الذي يستعمله "حزب الله" في المكان الخطأ وباتجاه الهدف الخطأ من أجل تلبية أهداف إقليمية لا تمت بصلة لمصلحة لبنان واللبنانيين". كما استنكرت الكتلة اشد الاستنكار "استمرار حالة الفلتان الامني والفوضى التي تعيشها مدينة بعلبك ومنطقتها في الايام الماضية وتطالب الحكومة والاجهزة الامنية والعسكرية المختصة بتنفيذ الخطة الامنية الموعودة والتي لم تسمح قوى الأمر الواقع بتنفيذها لتاريخه"، داعيةً الحكومة إلى "المسارعة في التشدد في تنفيذ هذه الخطة الأمنية بما يؤدي إلى منع حمل السلاح واستخدامه، وإلى تطبيق القانون على المخالفين المحتمين بسلاح حزب الله الخارج عن الشرعية والقانون، بكونه يمثل الحالة الشاذة التي تسمح بالتجاوز والفلتان الأمني الذي يعرض حياة المواطنين واستقرار عيشهم إلى الخطر". حيت الكتلة "الشعب الفلسطيني البطل المنتفض في وجه الاحتلال الاسرائيلي"، مستنكرةً اشد الاستنكار "تصاعد اعمال القتل والقمع والقهر والتفرقة العنصرية التي تمارسها قوات الاحتلال الاسرائيلي بحق سكان الضفة الغربية ومدينة القدس الشرقية المنتفضين ضد الممارسات الصهيونية لتصفية القضية الفلسطينية والاستمرار في التعرض للمواقع المقدسة في المدينة والوجود العربي الاسلامي والمسيحي فيها"، معتبرةً ان "قافلة الشهداء الجدد الذين سقطوا خلال الايام الماضية في فلسطين قد انضموا الى قافلة شهداء الشعب الفلسطيني في مسيرته التاريخية لمقاومة الاحتلال ونظام الاضطهاد العنصري ولاستعادة الحق السليب"، مطالبةً المجتمع الدولي "بتحمل مسؤولياته في مواجهة الغطرسة الاسرائيلية وتعدياتها المستمرة و المتعاظمة ضد الحقوق العربية في فلسطين وفي المدينة المقدسة". ونوهت الكتلة "بنيل الرباعي التونسي جائزة نوبل للسلام"، معتبرةً ان "هذه الجائزة الهامة التي قُدِّمت لتونس يجب ان تشكل حافزاً للدول والمجتمعات والنخب العربية التي تعاني من مشكلات مماثلة بكونها تقدم دليلاً على ان هناك أملاً وفرصاً لبناء الديمقراطية في مجتمعاتنا العربية على أساس تقبل الآخر والتعاون معه لبلوغ هذا الحل المنشود الذي لا يمكن أن يتم إلاّ عبر الحوار والاعتراف بالآخر والتعاون معه"، مثمنةً "خطوة لجنة جائزة نوبل وتشير إلى أهمية تجربة الحوار الوطني اللبنانية التي انتجت اتفاق الطائف، والذي وضع حداً لنزاع داخلي طويل وارسى اسس السلم الأهلي اللبناني في مجتمع يمتاز بفضيلة التنوع وهو النموذج الذي يمكن استلهامه من قبل عدد من المجتمعات العربية الغارقة في نزاعات متفاقمة". ودعت كتلة "المستقبل" الى "التمسك باتفاق الطائف والعمل على تنفيذ ما لم ينفذ منه، على مختلف المستويات، والى تعميم ثقافة الحوار والاعتراف بالآخر، والتركيز على أهمية إعادة الاعتبار للدولة التي تحمي وتحافظ على حقوق جميع المواطنين دون اي تمييز أو اقصاء، وعلى رفض كل أنواع التمرد على الدولة والقوانين، من خلال الاستقواء بالسلاح غير الشرعي، ومن ضمنها سلاح "حزب الله" الذي انحرف عن وجهته وأصبح يتبع ايران ويعمل على تحقيق أحلامها بالسيطرة والهيمنة على المنطقة العربية".