رأى رئيس مجلس النواب نبيه بري أن الحكومة «في وضع لا تحسد عليه»، إلا أنه استبعد استقالتها بإقدام رئيسها على خطوة كهذه، وقال إن «الحوار يجب أن يستمر، وهو بارقة أمل في البلاد وضمان الاستقرار. تخيّلوا لو لم تكن هناك طاولة حوار في ظل هذا التعطيل والاحتقان؟».
وعن مواصفات الرئيس الجديد للجمهورية التي طرحها على طاولة الحوار، قال: «سألني المتحاورون في الحوار رأيي في هذا الموضوع، فأجبت بأن مواصفاتي للرئيس المقبل هي ما تتفقون عليه». وشدّد على «ما كررته (أمام المتحاورين) أن لا أحد يفكر في انتخابات نيابية من دون نسبية في قانون الانتخاب. سبق أن تقدمت بمشروع قانون انتخاب يزاوج بينها وبين الاكثري مناصفة في المقاعد النيابية، وهو يعطي المسيحيين 52 مقعداً ينتخبهم المسيحيون، ويستطيعون التأثير في مقاعد أخرى. لا يفكرّن أحد بقانون بلا نسبية».
وعبّر بري عن امتعاضه ممّا حدث في التظاهرة الاخيرة للحراك المدني. في الطائرة، في طريقه الى رومانيا، في زيارة تستمر حتى الخميس، يتوجه بعدها الى سويسرا، قال، في انتقاد لما باتت عليه تحركات حملات المجتمع المدني: «ويا للأسف لم يأخذوا بالنصائح التي أسديت اليهم. ما جرى في التظاهرة الاخيرة من أعمال تخريب في الممتلكات العامة والخاصة غير مقبول. لا أفهم سبب تخريب الارصفة في شارع المصارف». وتطرق الى ملف النفايات قائلاً: «قصة الزبالة صارت زبالة. كان هناك أكثر من مشروع واقتراح لتجاوز الاعتراضات على خطة معالجة النفايات، الا أنها باءت كلها بالفشل. إذا استمر الوضع على هذا المنوال فسيتحول وضع النفايات في البلدات الى حال مشابهة لوضع المولدات في الاحياء».
روكز ينهي خدمته في
المؤسسة العسكرية اليوم قبل إحالته على التقاعد فجر الخميس
وكان بري وصل الى بوخارست بعد ظهر أمس حيث استقبله في المطار نظيره الروماني. وأشاد رئيس المجلس بالعلاقات اللبنانية ــ الرومانية «التي تعود على الصعيد التجاري الى حوالى مئة عام، والعلاقات الديبلوماسية بدأت قبل خمسين عاماً، وما بين البرلمانين عشرات السنين». وأمل في توقيع اتفاق تفاهم بين المجلسين «للتنسيق في شتى الميادين». وأشار الى «تواصل مستمر بين البلدين حيث يوجد أكثر من خمسة آلاف خريج درسوا في هذا البلد، الى جالية لبنانية مهمة على صعيد النشاط التجاري، إذ يصل عدد الشركات اللبنانية في رومانيا الى أكثر من ثلاثة آلاف».
في المقابل، يتصرف الرئيس تمام سلام كما لو أن الحكومة قد خرجت من الخدمة فعلياً. وهو إذ أبلغ زواره بأنه لن يدعو إلى جلسة لمجلس الوزراء قبل «نضوج» خطة النفايات، فإنه عاد إلى الحديث عن خيار الاستقالة. ورغم ان سلام يعرف ان الاستقالة شكلية في ظل الشغور الرئاسي، فإنه يقول إن استمرار عجز الحكومة عن الانعقاد والإنتاج يجعل بقاءها بلا أي معنى. ويضيف سلام، بحسب مصادر وزارية مقربة منه، أنه عندما ألمح سابقاً إلى إمكان الاستقالة، تدخل ممثلو القوى السياسية والدول الكبرى والدول العربية لثنيه عن خطوة كهذه، لكن أياً من تلك الدول لم تتدخل للضغط على القوى السياسية الممثلة في الحكومة لجعلها تقدّم تنازلات تؤدي إلى تفعيل عمل مجلس الوزراء.
لكن يبدو ان قوى 8 آذار غير مقتنعة بأن سلام لا يملك خيار الاستقالة، تماماً كما انها لم تقتنع بأن الرئيس السابق للجمهورية ميشال سليمان وفريقه الوزاري تمكّنا من «الصمود» في وجه «الضغوط» التي قيل إن سفيري الولايات المتحدة والسعودية مارساها عليهما. وترى قوى 8 آذار والتيار الوطني الحر ان من يتحمّل مسؤولية فشل التسوية ليس سوى تيار المستقبل والقوى الدولية والإقليمية الراعية له، وان سليمان وفريقه الوزاري لم يكونا سوى واجهة عملية إفشال هذه التسوية. وفي هذا الإطار، ينهي القائد السابق لفوج المغاوير شامل روكز خدمته في المؤسسة العسكرية اليوم، قبل إحالته على التقاعد فجر الخميس (اليوم هو يومه الأخير في العمل، بما ان غداً الأربعاء هو يوم عطلة رسمية). وفي انتظار موقف العماد ميشال عون الذي يطل في مقابلة على قناة «أو تي في» مساء اليوم، تؤكد مصادر تكتل التغيير والإصلاح أن الذين اتخذوا قرار عدم ترقية روكز «سيقعون في الحفرة التي حفروها لنا عندما اعتقدوا أنهم تخلصوا من شامل روكز». وأكّدت المصادر أن مجلس الوزراء لن ينعقد في جلسة عادية إن لم تكن التعيينات بنداً أول على جدول أعماله.
مصادر التيار: سيقعون
في الحفرة التي اعتقدوا أنهم حفروها لنا
ويبدو أن الشلل الذي يتهدد الحكومة ينسحب، بنسبة أقل على طاولة الحوار، من دون ان يعني ذلك عدم انعقادها. ورغم ان معظم المشاركين فيها يرونها «لزوم ما لا يلزم»، فإن هذا الرأي لا يعني مقاطعتهم لها، قياساً على الحوار بين حزب الله وتيار المستقبل الذي ثبت بالملموس أنه ليس سوى قناة اتصال بين الطرفين تهدف إلى تخفيف الاحتقان، من دون ترتيب أي نتائج سياسية عملية عليها.
على صعيد آخر، زار لبنان نهاية الأسبوع الماضي مسؤول فرنسي، ليتابع مع قيادة الجيش تفاصيل ملف هبة الثلاثة مليارات دولار أميركي المقدمة من السعودية إلى الجيش اللبناني ثمناً لأسلحة فرنسية. وأتت هذه الزيارة في ظل جمود استكمال تنفيذ هذه الهبة لأسباب مجهولة. وفيما يتابع الطرفان الفرنسي واللبناني تواصلهما لعرض الشق التقني المتعلق بتنفيذ الهبة، توقف الطرف السعودي عن استكمال دفع المبالغ التي جرى توقيع اتفاقيات بشانها مع الجانب الفرنسي. وبعدما استفسرت قيادة الجيش عن سبب تجميد التنفيذ، ردّ الفرنسيون بشكل رسمي، مؤكدين أن الاتفاق لا يزال سارياً وأن تنفيذه سيُستكمل.
أمنياً، أوقف الجيش بعد ظهر أمس قيادياً في «تنظيم القاعدة في بلاد الشام ــــ جبهة النصرة»، في بلدة عرسال البقاعية. وبحسب المعلومات الأمنية، فإن الموقوف إبراهيم م. ضابط فار من الجيش السوري، ومطلوب للقضاء اللبناني للاشتباه في تورطه بتنفيذ أعمال ارهابية والمشاركة في هجمات ضد مواقع الجيش اللبناني ودورياته في عرسال وجرودها.